تشهد جيجل تطورا نوعيا في إنتاج فاكهة الفراولة، خاصة في البيوت البلاستيكية التي تعرف انتشارا واسعا، ساهم فيه المناخ الملائم وتوفّر المساحات الفلاحية، وأهم شيء توفّر اليد العاملة والموارد البشرية. الولاية في الأعوام الأخيرة أصبحت تتصدر إنتاج الفراولة على المستوى الوطني، وهو ما جعل المستثمرين والمنتجين على حد سواء يتطلعون للحصول على علامة الجودة الخاصة بهذه الفاكهة من أجل حماية مختلف خصائصها وأصالتها المرتبطة بسهول الولاية. وهو ما كشف عنه الأمين العام لغرفة الفلاحة، ياسين زدام، مضيفا ان الإقبال المتزايد من طرف الفلاحين وهو ما برر ارتفاع نسبة المساحات المستغلة هذا العام ب411 هكتار مقابل 245 هكتار خلال الموسم الفلاحي الفائت، حتى التوقعات أصبحت تشير إلى أن الإنتاج سيبلغ رقما قياسيا بحوالي 12 ألف طن. زراعة الفراولة في جيجل كان لها دور كبير في اقتصاد الولاية برقم أعمال يتجاوز ال1.68 مليار دج لهذا العام، وهو ما أدركه الشباب الذين عمدوا إلى أنشطة مرتبطة بها كإنشاء المؤسسات الصغيرة المتكفلة بمعالجة التربة وتهيئتها. ويشير زدام، إلى وجود تسعة بلديات ساحلية هي الشقفة وسيدي عبد العزيز ووادي عجول والعنصر والقنار وقاوس والعوانة وبني حبيبي والأمير عبد القادر، تساعد ظروفها المناخية وتربتها في انتاج 14 نوعا من الفراولة، ولتوسيع تشكيلة المنتج الموسم الحالي، تم إدخال خمسة أصناف جديدة تتمثل في أميغا وفيستيفال وفورتونا ومارغاريتا وبونيسيا. ورغم الطموحات الكبيرة للفلاحين، على غرار العمل على إنتاج شتلة محلية خالصة، إلا أنها قوبلت بعدم اهتمام المسؤولين خاصة المعهد التقني لزراعة الخضر والزراعات الصناعية المكلف بالعملية. نفس الأمر بالنسبة لتسهيل الإجراءات الإدارية لتصدير المنتج نحو الخارج، أو السماح للفلاحين بإنشاء مجمع للفلاحين ذوي الاهتمام المشترك ليتمكّنوا من التكفل بأنفسهم التي تبقى مجرد مشاريع تنتظر التجسيد على أرض الواقع.