يعد حي واد الذهب «جبانة ليهود» واحدا من أكبر الأحياء الشعبية بمدينة عنابة، كما أنه أصبح في السنوات الأخيرة من أكبر المعاقل لترويج المخدرات، حتى الثقيلة منها على غرار الكوكايين.حيث يكفي زيارة «جبانة ليهود» من أجل مشاهدة مروجي المخدرات وهم يبيعون سمومهم جهارا نهارا، والأدهى في الأمر أن الترويج لم يعد حكرا على كبار السن، بل إن شبابا في مقتبل العمر دخلوا عالم الترويج من أوسع أبوابه، وهو ما يكشف عن انفلات الأمور في هذا الحي الشعبي الذي قامت «آخر ساعة» بجولة فيه، فبعد أن قامت السلطات المحلية بإعادة تهيئة الأرصفة والطرق بهدف إعطاء وجه جديد ل «جبانة ليهود»، لكن هذا الأمر لم ينعكس بالإيجاب على غالبية شباب الحي الذين فضلوا الدخول في عالم المخدرات بهدف تحقيق الربح السريع على حد تعبيرهم، في الوقت الذي اعتبر فيه السكان أنه لم يسبق للحي أن وصل إلى هذا الحد من التدهور الأخلاقي وسط شبابه، وقد تقربت «آخر ساعة» من عدد من مروجي المخدرات التي سبق وأن جمعنا لقاء بهم قبل بضعة أشهر، أثناء إجراء التحقيق الخاص بترويج الكوكايين في الحي، حيث اعتبروا أن عدد المروجين للمخدرات بمختلف أنواعها في «جبانة ليهود» أصبح أكثر من المستهلكين، غير أنهم أجمعوا على أن هذا الأخير أصبح أشبه بإمبراطورية «الزطلة»، «الغبرة» والحبوب المهلوسة، حيث يتوافد على «كولومبياعنابة» يوميا عشرات من المتعاطين الذين يقطنون في مختلف أنحاء الولاية، بل منهم من يقطن من خارج الولاية، ورغم الحملات الأمنية الذي تشنها المصالح المختصة بين الفينة والأخرى والتي أسفرت عن الإطاحة بعدد من كبار المروجين، إلا أن «السلعة» ما تزال متوفرة، وللمفارقة فإن شهر رمضان الذي من المفترض أن يكون شهر العبادة، أصبح أكثر الأشهر التي تزدهر فيها تجارة المخدرات في «جبانة ليهود» وذلك حسب ما أكده أغلب المروجين الذين أجمعوا أيضا على أن الكوكايين أصبح الأكثر طلبا من قبل متعاطي المخدرات.