أقدم صبيحة أمس عشرات المواطنين من بلدية تاكسلانت التابعة لولاية باتنة بغلق الطريق الولائي رقم 40 بالحجارة والمتاريس وحرق العجلات المطاطية مانعين تنقل المركبات عبر هذا الخط، وذلك لطرح انشغالاتهم ومطالبهم المتمثلة في غياب عيادة متعددة الخدمات بالبلدية عدى المستوصف الوحيد المتواجد بالبلدية، والذي يعود تاريخ تشييده إلى ستينيات القرن الماضي، وبقي على حاله وبنفس المواصفات، دون أن تتم ترقيته أو توفير مختلف الخدمات الصحية التي يحتاجها المواطن، إذ بقي هذا الأخير يحتوي نفس الشكل المشيد به ونفس تعداد الطاقم الطبي والشبه الطبي الذي لا يستوعب حجم المرضى المتوافدين عليه، والذين أصبحت وجهتهم في كثير من الأحيان إلى المراكز الصحية التابعة للبلديات المجاورة لتقلي العلاج اللازم، وبقيت مهام المستوصف الذي تحتوي عليه بلدية تاكسلانت يقتصر فقط على العلاجات البسيطة كالحقن وغيرها، بالإضافة إلى غياب المناوبة به، حيث ورغم ارتفاع عدد السكان بثلاث مرات مقارنة بتاريخ إنشاء المستوصف إلا أنه بقي على حاله، ورغم عديد المطالب التي رفعها سكان المنطقة لأجل تحسين الخدمات الصحية به، والتي كانوا في كل مرة يتلقون بشأنها وعودا لم تجسد على أرض الواقع، على غرار جهاز الأشعة الذي أتلف دون استغلاله بالمستوصف هذا بسبب غياب مختص في الأشعة، وكذا قدم سيارة الإسعاف التي تحتوي عليها قاعة العلاج هذه ما يضطر المواطنين في كثير من الأحيان إلى نقل مرضاهم بوسائلهم الخاصة إلى المراكز الصحية المجاورة، هذا واغتنم المحتجون خلال غلقهم الطريق والمستوصف أيضا بطرح مشكل تعبيد طريق مركوندة مناشدين من خلال ذلك السلطات المعنية وعلى رأسها والي الولاية للوقوف على الأسباب الخفية التي كانت وراء التعطل الغامض لمشروع الطريق الرابط بين تاكسلانت وحيدوسة الذي يعد حلما لم تشفع السنين الطوال في تحقيقه اذ يعود هذا المشروع إلى سنة 1992 عندما قررت السلطات آنذاك فك العزلة نهائيا على بلدية تاكسلانت وما جاورها من بلديات عن طريق شق الطريق إلى حيدوسة مقلصة بذلك المسافة من 42 إلى 13 كلم، حيث ما إن بدأت المقاولات في أشغال الانجاز حتى شهدت الجزائر مرحلة الانفلات الأمني المعروف ما أدى إلى توقف المشروع، والذي جدد سكان القرية وبعد عودة الأمن إلى سابق عهده مطلب فتح الطريق من جديد وهو ما تحقق عن طريق مصالح الغابات التي قامت بشقه كمسلك ريفي لكن دون تعبيده، وهو ما دفع سكان مركوندة وتاكسلانت والبلديات المجاورة من تجديد مطلب تعبيده خلال احتجاجهم لنهار أمس، حيث هدد المحتجون بتصعيد احتجاجهم اذا لم تلق مطالبهم أذانا صاغية.