اندلع مساء أمس الجمعة حريق مهول بالوحدة العاشرة التابعة لمركب تكرير البترول بالمنطقة الصناعية بسكيكدة، لم يخلف خسائر بشرية باستثناء إصابات طفيفة لثلاثة عمال تلقوا الإسعافات في مكان الحادث ليعودوا للعمل مباشرة. الحريق اندلع عند الساعة الثانية زوالا، ونتج عن تسرب للبنزين من إحدى القنوات لتعلو بعدها سماء جان دارك سحب دخان سوداء قاتمة وبإنطلاق صفارات الإنذار تدخل الإطفائيون وأفراد الحماية المدنية الذين أخمدوا الحريق بعد مرور فترة زمنية معتبرة، كانت جد قاسية على السكان الذين ارتجفوا بمعنى الكلمة خوفا من تطور الحريق وحدوث انفجارات قد تودي بحياتهم لاسيما وأن الوحدة العاشرة التي شب بها الحريق تنتج كل مشتقات البترول القابلة للالتهاب والسريعة الاشتعال، كالبنزين، المازوت، الزفت ووقود الطائرات، حيث أن الوحدة تستقبل البترول الخام وتقوم بتكريره. وذكرت مصادر لجريدة " آخر ساعة " أن الوحدة كانت متوقفة عن العمل لمدة 15 يوما من أجل أعمال صيانة قبل أن تشغل ليلة الأربعاء إلى الخميس، وفي ظرف أقل من 48 ساعة اشتعلت النيران بها، مما يطرح تساؤلات كثيرة عن ماهية الصيانة التي خضعت لها ولم تجنبها اندلاع حريق خطير كان من شأنه إحداث كارثة كتلك التي شهدتها سكيكدة في جانفي 2004 وخلفت سقوط 27 ضحية لا زال سيناريو فاجعتهم يخيف سكان سكيكدة بعدما أضحت المنطقة الصناعية شبحا يأكل أرواحهم رغم الكلام الكثير عن الأمن الصناعي والإجراءات الوقائية. ولقد أتلف الحريق عددا من الأنابيب التابعة للوحدة، في حين لم تصدر أ ي معلومات أو تعليقات من المنطقة الصناعية عن الحادثة، مما جعل الرأي العام يتساءل ويجيب بنفسه ليس فضولا وإنما متهربا للبحث عن " تطمينات " تزيل خوفه من كابوس سوناطراك. حياة بودينار