تحوّل ملف « بعوضة النمر» إلى ملف الساعة بإقليم ولاية جيجل منذ أن كشف القائمون على معهد باستور بالعاصمة عن تواصل ظهور هذه البعوضة بأربع ولايات من الجزائر بل واستقرارها بهذه الأخيرة وفي مقدمتها ولاية جيجل وتحذيره من إمكانية تسجيل إصابات جديدة وسط سكان هذه الولايات جراء لدغات هذه الحشرة. ويعود أول ظهور لبعوضة النمر بإقليم ولاية جيجل إلى الصيف ما قبل الماضي أو بالأحرى إلى ما قبل عامين من الآن حيث ظهرت بعدة مناطق من الولاية سيما بأقاليم البلديات الجنوبية والشرقية للولاية وتحديدا بكل من الطاهير ، الأمير عبد القادر ، الميلية وحتى القنار ما تسبب يومها في موجة من الإصابات بين السكان الذي نقل العشرات منهم إلى المستشفيات بعد تأكد إصابتهم بداء التهاب السحايا لتؤكد التحاليل التي أرسلت يومها إلى معهد باستور تسبب حشرة الناموس والتي تأكد فيما بعد بأنها « بعوضة النمر» في هذه الإصابات التي تكررت الصيف الماضي في عدة مناطق من الولاية ولو بحدة أقل. وتسببت المعلومات التي نشرت من قبل معهد باستور بخصوص بقاء هذه الحشرة واستيطانها بأربع ولايات ومنها جيجل في موجة ذعر كبيرة وسط سكان جيجل سيما سكان العمارات الذين يعتبرون الأكثر تعرضا للدغات مثل هذه الحشرة في ظل الوضعية الكارثية لأقبية بعض العمارات وتجمع المياه الآسنة بها ما يجعلها قبلة لكل أنواع القوارض والحشرات الضارة ، و بلغت الفوبيا بالكثير من هؤلاء إلى حد زيارة أطباء مختصين كلما تعرضوا للدغات الناموس وظهور بعض علامات التهيج على مستوى بشرة المصابين وذلك خوفا من المضاعفات المحتملة سيما وسط أصحاب الأمراض المزمنة وكذا الأطفال في الوقت الذي تعيش فيه الأوساط الطبية بالولاية ما يشبه حالة طوارئ من أجل مواجهة أي خطر قد ينجم عن انتشار هذه البعوضة موازاة مع تكليف مكاتب الصحة ببلديات الولاية بتكثيف عملية رش مصادر تجمع المياه وكذا المناطق الرطبة التي تعيش بها هذه الحشرة بالمبيدات رغم أن تقارير مختصين أكدت في وقت سابق أن رش هذه المواقع قد يساعد في زيادة أعداد هذه الحشرة وليس العكس وذلك إذا لم تراع بعض الشروط في عمليات الرش خصوصا من حيث الطريقة وكذا التوقيت.