بعد القضاء على أبرز القيادين و توبة أكثر من 200 ارهابي الجماعة السلفية تتراجع.. و "درودكال" في مواجهة الفناء تراجع النشاط الارهابي بشكل لافتا في المعاقل الرئيسية لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال تحت امارة "عبد المالك درودكال" بولايتي بومرداس و تيزي وزو،و هو ما تثبته الاعتداءات ارهابية الأخيرة التي اقتصرت على مجرد قنابل تقليدية الصنع ذات مفعول ضعيف،و التي لم تكن برأي مراقبيين للوضع الأمني الا محاولات فقط لتأكيد استمرارية النشاط الارهابي بالمنطقة هذا من جهة،و من جهة أخرى أفضت نداءات الأمير السابق لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال المدعو "حسان حطاب" الى تسليم أكثر من 200 ارهابيا نفسه لمصالح الأمن . حطاب يتوجه الى معاقله الأولى و ينتقل الى المرحلة الثالثة في اطار مسعاه للمصالحة أفادت مصادر مقربة من مؤسس الجماعة السلفية للدعوة و القتال "حسان حطاب" المدعو "أبو حمزة" أن هذا الأخير انتقل في مبادرته الساعية الى اقناع المسلحين بعدم شرعية العمل المسلح الى المرحلة الثالثة بعد مرحلتين وصفهما بأنهما ناجحتين،استطاع بفضلها زلزلة تنظيم "درودكال" ،و ذكرت ذات المصادر أن "حسان حطاب" انتقل مؤخرا الى منطقة خميس الخشنة ببومرداس رفقة رفيقه "أبي عمر عبد البر" الذي كان يشغل منصب اللجنة الاعلامية و ذلك بملاقاة عدد من اتباعه الذين التحقوا بصفوف الجماعة الاسلامية المسلحة "الجا" تحت امارته خاصة و أنه كان أكثر المقربين اليهم باعتباره كان في بداياته مجرد أمير سرية قبل أن يرتقي الى أمير منطقة الوسط و من ثمة أصبح مؤسس جماعة جديدة أطلق عليها اسم السلفية للدعوة و القتال. و أضافت ذات المصادر أن "أبا حمزة" عمل على طمأنة رفقاء الماضي و تأكيده لسلامة الطرق الذي انتهجوه أسوة به خاصة الذين كانوا تحت امارته،مشيرا لهم أن مسعاه في اقناع أتباعه بتسليم أنفسهم ليس بغرض مصالحه الشخصية و انما ملزم على تنفيذ الوعود التي تعهد بهم قبلا،غير أن الاشاعات و التي روجت فيما سبق تشير الى اعتقاله أثار مخاوف قادة التنظيم و الذي امتد الى التشكيك في صحة نجاح ميثاق السلم و المصالحة الوطنية،خاصة و أن أغلبهم نقلوا في مرات عدة معارضتهم لمنهج "درودكال". اتباع ثلاث مراحل..أكثر من 200 ارهابي تائب تمكن "حسان حطاب" خلال مراحله الثلاث التي انتهجها في مسعاه للمصالحة الوطنية،بدءا باصداره لبيانات مرفوقة بتسجيل صوتي يدعو فيها الى تطليق العمل المسلح ،ثم عمد في المرحلة الثانية الى الاتصال بالدعاة و العلماء لمواصلة مسعاه ذاك،اما مرحلته الأخيرة فقد كانت بالتوجه الى بلدية خميس الخشنة احدى محطاته المهمة التي حولته الى أمير ف التنظيم المسلح،الى اقناع أكثر من 200 ارهابي لتسليم أنفسهم سواء عندما كان في الجبل أو بعدها. و من جهة أخرى و في ذات السياق،أضحى الارهابيون على دراية واسعة بأن كلام "حسان حطاب" لا يخلو من الصحة خاصة مع بروز ظاهرة الانشقاقات الكثيرة داخل ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خاصة فئة المجندين الجدد منهم الذين التحقوا بصفوف الجماعات المسلحة بعد استماعهم لأشرطة تدعو الى الجهاد و اعلاء كلمة الله و كذا تأثرهم بالوسائط المكلفة بالتجنيد التي تلاعبت بمشاعرهم و سيطرت على عقولهم،غير أنهم اصطدموا بغياب القيم في الجبل تماما،و هو ما جعلهم يسلمون أنفسهم بمجرد أن تسنح لهم الفرصة للتخلص من الجحيم الذي فرضه الأمراء. و قد شهدت ولاية بومرداس أكثر حصيلة من حيث توبة الاهابيين باعتبارها المعقل الرئيسي للتنظيم الارهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة و القتال تحت امارة "درودكال"،حيث وصل عددهم الى أكثر من 25 في شهر واحد فقط،و قد أشاروا جميعهم الى أنهم سارعوا لتسليم أنفسهم بعد استحالة الاستمرار،و نقلوا الوضع الصعب و شددوا على انهم سلموا أنفسهم في أول فرصة أتيحت لهم هروبا من العمليات العسكرية المكثفة على المعاقل الرئيسية و هو ما يفسر ارتفاع عدد لتائبيين ببومرداس مقارنة بجهات أخرى. الجماعة الارهابية تصفي 29 ارهابيا لشكها فيهم توبتهم أفادت مصادر موثوقة أن الجماعة السلفية و بسبب الانشقاقات الكبيرة التي تتعرض لها،قامت في ظرف وجيز بتصفية 29 ارهابيا ،حيث ألبست المعنيين عدة تهم من بينها التعامل مع الأمن و كذا الاتيان بتصرفات غير أخلاقية،أخرها كان تصفية 7 ارهابين بمنطقة الوسط ،و الذين اتهموا بتعاملهم مع مصالح الأمن و بأنهم جواسيس دسوا أنفسهم داخل التنظيم لنقل مختلف الأخبار المتعلقة به،مما خلق موجة من الفوضى المرفقة بالكثير من الشك بأوساط الارهابين الذين أضحوا يبحثون عن وسيلة خلاصهم،لتضيف ذات المصادر أن قادة التنظيم يواصل تتبعه منهج التصفية في حق الذين يخالفون أرائهم،و قد حصروا الأسباب في مجرد التعامل مع مصالح الأمن و تمكن هذه الأخيرة من التغلغل داخل التنظيم و ذلك قصد التستر عن مختلف التجاوزات الحاصلة فيه و التي ستعكس سلبا عليه،خاصة فئة الارهابيين المجندين حديثا المترددين منذ البداية في صحة التحاقهم بصفوف الجماعات المسلحة ،كما أن بعض الارهابيين الذين تم تصفيتهم أصدر في حقهم حكم الاعدام و البعض الأخر يرفضون الامتثال لأوامرهم و رفضهم للقيام بالعمليات الانتحارية المكلفين بها.كما أن منهم من لقي حتفه على يدي رفقائه خوفا من الاستحواذ على منصبهم. التنظيم الارهابي فقد كثيرا من قدراته بعد القضاء على أبرز أمرائه و تفكيك شبكاته يرى متتبعون للوضع الأمني أن الهدوء الذي يميز معاقل الارهاب في معاقله الرئيسية بمنطقة الوسط يعود الى سلسلة العمليات العسكرية المكثفة التي تقوم بها قوات الجيش منذ مدة و كذا تطويق المعاقل و المنافذ التي كانت قد أسفرت عن القضاء على عدة ارهابيين من بينهم قياديون في التنظيم الارهابي،اضافة الى توقيف أخرين،و لا تزال العديد من السرايا و الكتائب تنشط دون أمير بعد فقدان أميرها و تسليم أخرين أنفسهم. و كانت قيادة "درودكال" قد تكبدت خسائر كبيرة بعد القضاء على "عمر بن تيطراوي" المكنى "يح أبو خيثمة" أمير كتيبة الفتح،و تسليم "بت تواتي" المكنى "أمين أبو تميم" أمير كتيبة الأنصار نفسه على خلفية أنهما من أقوى و أبرز الكتائب. كما يتزامن هذا الهدوء أيضا مع التحركات التي يقوم بها "حسان حطاب" مؤسس الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا رفقة بعض مساعديه لاقناع اتباعه بوقف النشاط المسلح و الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية. و يبدو أن "حسان حطاب" في موقع قوي بعد الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية الذي جدد فيه تمسكه بترقية المصالحة الوطنية الى العفو الشامل. و من جهة أخرى تلقت مصالح الأمن قائمة بأسماء انتحاريين جدد يحتمل تجنيدهم لتنفيذهم اعتداءات انتحارية في هذه الفترة و في مناطق مختلفة من الوطن ،و هي معلومات وفرها تائبون للمصالح مضيفين أنه هناك مخططات ارهابية بحثا عن الصدى الاعلامي خاصة في ظل تراجع النشاط الارهابي مقابل الضغط الذي تفرضه قوات الجيش على معاقل و تحركات الارهابيين،و هو ما يعد ضربة موجعة يتلقاها تنظيم "درودكال" خاصة و أن تنظيم هذا الأخير قد لجأ خلال هذه الأيام الى محاولاته اليائسة لاثبات قدراتهم في المواصلة و المتمثلة في القنابل التقليدية الصنع التي تستهدف دوريات الجيش. استنساخ تسجيل "حطاب" و توزيعه على المسلحين و عائلاتهم ذكرت مصادر موثوقة أن التسجيل الضوئي الذي أطلقه "حسان حطاب" قد لقي تجاوبا من طرف الأجهزة و السلطات المهتمة لمحتواه الرامي الى دفع العناصر المسلحة المنضوية تحت لواء التنظيم الارهابي الى وضع السلاح و الاستفادة من اجراءات المنصوص عليها في ميثاق السلم و المصالحة الوطنيةمؤكدا عدم شرعية العمليات الانتحارية و هو التسجيل الذي يكون قد وصل الى العناصر الارهابية المتواجدة بالجبل بعد استنساخه عن طريق عائلاتهم أو عن طريق التائبيين. "درودكال" في مواجهة منافس جديد لا يزال تنظيم السلفية للدعوة و القتال الذي حول اسمه مؤخرا الى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يعرف تقهقرا يوما بعد يوم وصل أوجه عند عزل "بورحلة موسى" المدعو "أبو داوود" المنحدر من منطقة برج منايل من منصب قيادة اللجنة الاعلامية بعدما اكتشفت أن هذا الأخير يحظى بشخصية قيادية و تمكن في وقت قياسي بلاجماع من حوله عددا من الارهابيين الذين يرون أنه أصلح لقيادة الجماعة من "درودكال" و بمجرد أن أحس هذا الأخير بالخطر حتى سارع الى ابعاده عن مجلس الأعيان لتكسير تواجده،في حين عمد الى تعين "طرفي رابح" الذي هو شقيق أمير سرية سيدي على بوناب "طرفي عمر" على رأس المالية خلفا "لعبد الحميد سعداوي" المدعو "أبو الهيثم" الذي تم القضاء عليه عام 2007 في تيزي وزو رفقة المستشار الفكري "حمزاوي عبد الحميد"و ذلك مكافأة له على التفجير الانتحاري الذي اشرف عليه في يسر باستهداف المدرسة العليا للدرك الوطني.كما حدث مع "عبد الحميد سعداوي" الذي سلم اليه منصب مسؤول المالية و العلاقات العامة خشية أن يأخذ هذا الأخير مكانه. كما قام "درودكال" الذي حاول اعادة هيكلة تنظيمه من جديد بعد الضربات الموجعة التي تلقاها و التي أضعف من تواجده،تعين الباي "العكروف" المدعو "الفرماش" على رأس كتيبة تمزريت التي هي عبارة عن بقايا كتيبتي الأنصار و النور. من جهة أخرى أعلنت بعض المصادر "أبو مصعب عبد الودود" قد حضر 25 انتحاريا لتفجير أنفسهم هم جميعا مبحوثين من طرف مصالح الأمن منذ مدة. حياة