قالت مصادر مؤكدة، أن قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بإمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) قامت بدمج أهم الكتائب التابعة لها تحت إمارة موحدة، وحث "درودكال" أمراء السرايا والكتائب على التنسيق بينهم في التخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، وشدد "درودكال" على ضرورة "توحيد الصفوف" في هذه الفترة الأخيرة والتعاون بين مختلف القيادات الإرهابية. * * *تعليمات لأفراد الأمن لإحباط مخططات "الثأر" * وقالت المصادر التي استندت الى شهادات ارهابيين سلموا أنفسهم حديثا لأجهزة الأمن وآخرين تم توقيفهم، أن قيادة التنظيم الإرهابي لجأت الى دمج كتيبتين الى ثلاث كتائب تحت إشراف أمير واحد، وتفيد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن درودكال كان يخطط لذلك قبل تسليم أبو تميم أمير كتيبة "الأنصار" نفسه لمصالح الأمن والقضاء على تيتراوي عمر، أمير "كتيبة الفتح" على خلفية القضاء على أبرز القياديين منهم بوزقزة عبد الرحمن المدعو عبد الرحمن التلالي، أبو إسراء، أمير كتيبة الفاروق، يوسف خليفي المكنى أبو طلحة، أمير "كتيبة الأرقم"، صحاري مخلوفي المكنى حذيفة أيوب، أمير "كتيبة النور" الذي نفذ العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الاستعلامات العامة بأمن تيزي وزو، إضافة الى العديد من أمراء السرايا والخلايا أبرزهم عبدي عبدي، أمير سرية "الفتح" والمدعو رمان عمران (أبو حذيفة)، أمير "سرية الثنية". * ويعتقد مراقبون للشأن الأمني، أن قيادة التنظيم الإرهابي اضطرت الى هذه الإجراءات في ظل العمليات العسكرية التي أسفرت عن القضاء على أكثر من 25 أميرا منذ أفريل 2007، أغلبهم ينشطون في كتائب "الأنصار"، "الأرقم"، و"الفتح" و"الفاروق"، وهي أهم وأخطر "كتائب الموت" في "الجماعة السلفية" التي تنشط في منطقة الوسط بالمعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي، وكانت وراء التنفيذ والتخطيط والتمويل والاختطاف والتجنيد. * وعلمت "الشروق اليومي"، أن "درودكال" كان قد قرر دمج "كتيبة النور" تحت إمارة "كتيبة الأنصار"، ونقل تائبون أنه تحدث عن "تنسيق" وليس دمج لعدم إثارة خلافات على الزعامة، حيث تواجه "كتيبة النور" مصاعب كثيرة بعد القضاء على أميرها وتراجع عدد نشطائها وزوال بعض سراياها وإلحاق "كتيبة الفاروق" بكتيبة "الفتح" التي فقدت اليوم أميرها. * وتواجه قيادة "درودكال" صعوبات في استخلاف أمراء "كتائب الموت"، وسبق أن قلصت عدد الكتائب ومناطق نشاطها باعتماد خريطة انتشار جديدة من 9 مناطق الى 4 مناطق فقط، وسعت لتعيين بقايا "الجيا" أمراء لهذه المناطق للحفاظ على وجودها ومواجهة الانشقاق وموجة التوبة، لكن الإطاحة بأمراء الكتائب القياديين يطرح إشكالا آخر أمام "درودكال" الذي يسعى لتنفيذ اعتداءات إرهابية ولا يستبعد متتبعون للشأن الأمني تكرار قيادة "درودكال" ارتكاب نفس الأخطاء الإستراتيجية السابقة باستنفاد ما تبقى من مواد متفجرة لتنفيذ اعتداءات يرجح أن تكون انتحارية للرد على مقتل أمرائه استنادا الى ما وقع الصائفة الماضية عند تنفيذ سلسلة من الاعتداءات الانتحارية كان أكثرها دموية الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مقر المدرسة العليا للدرك بيسر ببومرداس في إطار"عمليات الثأر" لمقتل 10 أمراء ببني دوالة بتيزي وزو.