أعلنت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة عن إعادة بعث مشروع تهيئة ساحة الثورة (الكور) وساحة «بيير وماري كوري» الملاصقة لها وذلك بعد أن بقي المشروع مجمدا قرابة العامين. فبعد انتظار طويل وتأمل أطول، أطلقت المديرية طلبا لفائدة المؤسسات الوطنية المختصة في الأشغال العمومية من أجل التنافس للظفر بهذا المشروع الذي من شأنه أن يغير وجه قلب مدينة عنابة، حيث قسمت مديرية التعمير المشروع على ثلاثة حصص وذلك ضمانا لإنجازها بأفضل المعايير وبأسرع وقت ممكن باعتبار أن ساحة الثورة تعتبر القلب النبض لعاصمة الولاية ولن يكون من الجيد غلقها لفترة طويلة، كما حدث الأمر عند تهيئة الساحة الرئيسية بمدينة البوني التي استغرق إنجازها 10 سنوات وتداول على المشروع العديد من المقاولين، حيث تمثلت الحصة الأولى من المشروع في تهيئة ساحة «بيير وماري كوري« التي أصبحت مرتعا للإجرام وركنا مغلقا في وجه سكان ولاية عنابة رغم المكان الذي تتواجد فيه، حيث قام مكتب الدراسات الإيطالي الذي أشرف على إنجاز مشروع فندق «الشيراطون» بإعداد دراسة مجانية لتهيئة هذه الساحة المذكورة التي لن تبق الأكشاك الموجودة فيها على حالها والأمر ذاتها بالنسبة للممر العلوي الذي يربط بين ساحة «بيير وماري كوري» وساحة الثورة حيث سيتم تهديمه وذلك للفصل بين الساحتين، أما الحصة الثانية من المشروع فخصصت لتهيئة ساحة الثورة من بدايتها عند الممر العلوي الذي يربطها بالساحة المذكورة ووصولا إلى الجزء المقابل للمسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» وهو الجزء الذي توجد في نسبة كبيرة منه حديقة صغيرة، أما الحصة الثالثة من المشروع وهي الأكبر فتنطلق من أمام المسرح الجهوي إلى غاية نهاية ساحة الثورة وهو الجزء الذي توجد فيه الأكشاك التي يرتادها يوميا العشرات من المواطنين وزوار مدينة عنابة، هذا ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال مطلع السنة القادمة، أي بعد سنة كاملة من تأكيد محمد سلماني الوالي السابق على أن الجزء الأكبر من تهيئة ساحة الثورة ومحيطها قد جمد، فمن أصل 10 نقاط يشملها المشروع تم الإبقاء فقط على إنجاز المحطة البحرية الجديدة وإعادة تهيئة العمارات، حيث تتمثل النقاط الثمان الأخرى التي تضمنها المشروع في تهديم كافة مستودعات الميناء ابتداء من تلك المقابلة لغرفة التجارة والصناعة «سيبوس» ووصولا إلى مقر الجمارك، على أن يشيد مكانها مركز تجاري بمواصفات عالمية يتضمن مركزا للتسوق، مطاعما ومقاهي، إنجاز مركز تجاري في موقع جامعة التكوين المتواصل المقابلة لفندق «الشيراطون» بشارع «فيكتور هيغو»، حيث من المفترض أن ينجز هذا المشروع من قبل مالك مركز «بارك مول» بولاية سطيف الذي سيتكفل أيضا بإعادة تهيئة مدرسة «الطمبور»، إعادة تهيئة ساحة الثورة وهو المشروع الذي سينطلق أخيرا، أما النقاط الأخرى فتتمثل في إنجاز موقف للسيارات في منطقة ما قبل الميناء يسع 1200 سيارة، بالإضافة إلى موقف للسيارات بجوار المحطة البحرية الجديدة، أما المشروع الآخر فيتمثل في إنجاز سلم ومصعد ميكانيكي ينطلق من موقف سيارات المحطة البحرية مرورا أمام هذه الأخيرة والمركز التجاري الذي سيقابل غرفة «سيبوس»، طريق ما قبل الميناء، شارع «عبد المالك رمضان»، قبل الالتفاف نحو نقطة النهاية التي ستكون عند «حصن المعذبين» المجاور للجسر الرابط بين المدينة القديمة والطريق المؤدية لمستشفى «ابن سينا»، هذا كما ستستفيد ساحة «القرقولات» (مكان تواجد مرساة سفينة نجمة الإسكندرية) وشارع المقطع من عملية إعادة تهيئة أيضا ضمن هذا المشروع الذي يأمل العنابيون أن يتم رفع التجميد عنه بالكامل خصوصا بعد رفع التجميد على مشروع «الترامواي».