أزاح المجلس الشعبي لبلدية عنابة الصيف الماضي الستار عن مشروع ضخم لإعادة تهيئة محيط ساحة الثورة التي تعد القلب النابض لعاصمة الولاية، حيث يتضمن المشروع الذي يقوم على 10 نقاط العديد من المشاريع الحيوية والعصرية التي من شأنها أن تغير وجه المدينة بأكملها، لكن يبدو أن هذا المشروع قتل في المهد ولن تنفذ منه سوى بضعة نقاط من العدد الإجمالي المذكور وليد هري فبعد مرور قرابة السبعة أشهر من الإعلان أنه انطلق فقط مشروع واحد وهو إعادة تهيئة العمارات المحيطة ب «الكور»، بالإضافة إلى غلق ابتدائية «الطمبور» تمهيدا لإعادة تهيئتها والمحطة البحرية الجديدة التي تم إدخالها ضمن هذا المشروع، في الوقت الذي توقفت فيه الأشغال المتعلقة بتهديم المخازن القديمة للميناء التي كان من المفترض أن يحل محلها مركزا تجاريا عصريا الذي أوكل إلى شركة صينية، وبما أن ولاية عنابة هي من أكثر الولايات التي طبقت عليها سياسة «التقشف» من خلال توقيف العديد من المشاريع في مختلف القطاعات، فإن السلطات العليا ربما رأت أنه ليس من حق العنابيين أن يروا تغييرا جذريا لمدينتهم، على غرار ما هو الحال عليه في العاصمة ووهران، خصوصا وأن السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي لم يقدم تفسيرا عن سبب عدم الانطلاق في تنفيذ جميع النقاط التي تضمنها المشروع الذي ما يزال مصيره مبهما رغم أهميته البالغة، حيث تتمثل النقاط العشرة التي تضمنها في المحطة البحرية الجديدة المنتظر تسليمها مع نهاية السنة الجارية، أما النقطة الثانية فتتمثل في تهديم كافة مستودعات الميناء ابتداء من تلك المقابلة لغرفة التجارة والصناعة «سيبوس» ووصولا إلى مقر الجمارك، على أن يشيد مكانها مركزا تجاريا بمواصفات عالمية يتضمن مركزا للتسوق، مطاعم و مقاهي، وتتمثل النقطة الثالثة في إنجاز مركز تجاري في موقع جامعة التكوين المتواصل المقابلة لفندق «الشيراطون» بشارع «فيكتور هيغو»، حيث من المفترض أن ينجز هذا المشروع من قبل مالك مركز «بارك مول» بولاية سطيف الذي سيتكفل أيضا بإعادة تهيئة مدرسة «الطمبور»، ولم يتم استثناء ساحة الثورة من هذا المشروع، حيث سيتم إعادة تهيئتها وتوسعتها على حساب الخانات التجارية الموجودة في «السوتيران» والأكشاك الموجودة فوقه، حيث قام بدراسة هذا المشروع مكتب الدراسات الإيطالي الذي أشرف على إنجاز «الشيراطون»، هذا كما سيتم إعادة الاعتبار للحظيرة السكنية المحيطة ب «الكور»، أما النقطة السابعة والثامنة في المشروع فتتمثل في إنجاز موقف للسيارات في منطقة ما قبل الميناء يسع 1200 سيارة، بالإضافة إلى موقف للسيارات بجوار المحطة البحرية الجديدة، أما المشروع الآخر فيتمثل في إنجاز سلم ومصعد ميكانيكي ينطلق من موقف سيارات المحطة البحرية مرورا أمام هذه الأخيرة، المركز التجاري الذي سيقابل غرفة «سيبوس»، طريق ما قبل الميناء، شارع «عبد المالك رمضان»، قبل الالتفاف نحو نقطة النهاية التي ستكون عند «حصن المعذبين» المجاور للجسر الرابط بين المدينة القديمة والطريق المؤدية لمستشفى «ابن سينا»، هذا كما ستستفيد ساحة «القرقولات» (مكان تواجد مرساة سفينة نجمة الإسكندرية) وشارع المقطع من عملية إعادة تهيئة أيضا. رئيس البلدية: «لم يتم إبلاغنا بتوقيف المشروع ونتمنى أن لا يحدث ذلك» وفي تصريح ل فريد مرابط رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة أدلى به ل «آخر ساعة» أكد بأنه لا يوجد شيء رسمي بخصوص توقيف المشروع الذي أكد بأنه ما يزال يسير بشكل عادي والدليل على ذلك هو مشروع المحطة البحرية بالإضافة إلى إعادة تهيئة عمارات ساحة الثورة، معبرا في الوقت نفسه عن أمنيته بأن لا يتم تجميد هذا المشروع نظرا لأهميته البالغة في تحسين وسط مدينة عنابة، حيث قال: «هذا المشروع يدخل ضمن المشاريع الكبرى التابعة لبرنامج الولاية، الآن نحن في المحطة البحرية التي زارها الوالي مؤخرا، كما أن مشروع إعادة تهيئة العمارات انطلق، لذا لا أعتقد بأن المشروع سيجمد، كما أنه ليس لدينا أي شيء رسمي بخصوص ذلك»، وأضاف: «إلى غاية الآن الأمور تسير بشكل عادي، نتمنى أن تبقى جميع المشاريع الخاصة بمدينة عنابة وأن لا يتم توقيفها».