تعرف قضية اللاعب الفرانكو- جزائري، حسام عوار، جدل واسع هذه الأيام بخصوص التحاقه بالمنتخب الفرنسي أو الجزائري وهو الأمر الذي سيبعث من دون شك الصراع منجديد بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ونظيرتها الفرنسية كما حدث من قبل، ويعتزم مدرب المنتخب الفرنسي، ديدييه ديشان، قطع الطريق على المنتخب الجزائري الذي يسعى لضم النجم الصاعد لأولمبيك ليون الفرنسي، حسام عوار، الذي ينحدر من أصول جزائرية، على غرار ما فعل مع مواطنه وزميله بالنادي نبيل فقير قبل أكثر من 3 سنوات، ما ينذر بصراع جديد بين الاتحادين الجزائري والفرنسي لكرة القدم، في ظل رغبة كل طرف لخطف الموهبة الكروية الواعدة، والذي تسبب حتى في اختلاف رأي بين مدربه جينيسيو ورئيسه أولاس بخصوص مسألة استدعائه إلى المنتخب الفرنسي. وبزغ نجم عوار البالغ من العمر 20 عاماً مع ليون الموسم الماضي، عندما انضم إلى الفريق الأول بالنادي، قبل أن يصبح أحد أبرز نجومه على الإطلاق هذا الموسم، ما جعله محل اهتمام أكبر الأندية الأوروبية على غرار برشلونة الإسباني، ونوادي ليفربول وتشلسي ومانشستر سيتي الإنجليزية، وعلى مستوى المنتخبات، يلعب عوار حالياً للمنتخب الفرنسي الأولمبي، لكنه لا يزال بإمكانه الاختيار بين اللعب لبلد والديه وأجداده الجزائر، أو لصالح فرنسا التي ولد وترعرع بها إلى غاية بزوغ نجمه. وقام رئيس ليون، جون ميشال أولاس، المعروف بدفاعه المستميت عن “الجواهر” التي يعج بها فريقه، ومحاولة دفعها للّعب لصالح المنتخب الفرنسي، بتمهيد الطريق أمام ديشان، مانحاً إياه الوصفة التي يجب أن يعمل بها كي يضم عوار لصفوف “الديوك”، وبالرغم من الدبلوماسية التي تحلّى بها أولاس عند الحديث عن المنتخب الذي سيمثّله عوار مستقبلاً، إلا أنه أظهر ميله لبقاء اللاعب في فرنسا واللعب لصالح منتخبها. وقال أولاس:”لقد رأيت وجهه مشرقاً رفقة والدته خلال حفل الكرة الذهبية، لقد منح صورة رائعة عن فرنسا”، مضيفاً:”يجب أن يقوم بالتعبير عن مواهبه الكبيرة، إذا كان ديشان يريد اعتراض طريقه تجاه اللعب مع المنتخب الجزائري، فيمكنه القيام بالكثير من الأشياء، ولو أنني لا أحب التدخل في مثل هذه الأمور، وخاصة أن علاقتنا جيدة مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لكنني أعتقد بأن الطرف الذي يكون فعالاً وسريعاً، فإنه هو من سيفوز بهذه الصفقة في النهاية”. وأرسل أولاس رسالة مباشرة لديشان لتوجيه الدعوة لعوار، كي يضمن عدم انتقاله للّعب ل”الخضر”، بعد التصريحات التي أدلى بها مدرب “محاربو الصحراء” جمال بلماضي مؤخراً، والتي أكد فيها اهتمامه بضم اللاعب المزدوج الجنسية، في حال عبّر عن رغبته في ذلك، وأضاف رئيس نادي ليون:”مهما كانت توجهات عوار تجاه المنتخب الذي سيمثله، فإنه سيبقى لاعباً لدينا، أنا سعيد جداً له لأنه موهبة صافية، أريده أن ينجح ويشق طريقه نحو النجومية”، ورغم تأكيده أنه لن يتدخل في الخيار الذي سيتخذه عوار إزاء المنتخب الوطني الذي سيلعب له، إلا أن أولاس سبق له أن أثّر في قرار لاعبه نبيل فقير، الذي كان قد اختار في الثالث من شهر مارس سنة 2015 اللعب لصالح الجزائر. وتلقى فقير دعوة من مدرب “الخضر” السابق، كريستيان غوركوف، للمشاركة في ترب الدوحة آنذاك، قبل أن يتراجع عن قراره في مساء نفس اليوم ويعلن اللعب لمنتخب فرنسا بضغط من رئيس فريقه، وكذلك وكيل أعمال مدرب فرنسا ديدييه ديشان، الذي يعد وكيل اللاعب أيضاً، ويبدو أن هذا السيناريو مرشح للتكرار مرة أخرى مع عوار، بعدما قام رئيس فريقه بتوجيه نداء مباشر لمدرب فرنسا، قصد ضمه إلى صفوف المنتخب الأول، قبل أن يقوم منتخب الجزائر بالظفر به. بالمقابل أكد برونو جينيسيو مدرب أولمبيك ليون أن حسام عوار يستحق التواجد في الفترة الحالية مع منتخب فرنسا لمستواه وليس لوقف أطماع الجزائر، وقال جينيسيو في تصريحات أدلى بها للقناة التلفزيونية الفرنسية “يوروسبورت”: “لست من مناصري فكرة توجيه الدعوة لعوار من أجل وضع حد لطموحات الاتحاد الجزائري لكرة القدم بضمه لمنتخبه الأول”، وتابع:”أعتقد، في المقابل، أن المستويات التي يقدمها هذا اللاعب حاليا تسمح له بالتواجد مع منتخب فرنسا”. وساهم تصريح بلماضي الأخير بخصوص رغبته في الاستفادة من خدمات عوار، في تصاعد الدعوات الفرنسية من أجل تحصينه على غرار ما حصل في السابق مع كل زين الدين زيدان وكمال مريم وسمير نصري ونبيل فقير.