ستحتضن القاعة البيضوية بالجزائر العاصمة اليوم السبت تظاهرة «معا لنبني مستشفى سرطان الأطفال» التي ستنظمها جمعية «البدر» لمساعدة مرضى السرطان لدعوة المواطنين بالتبرع لإنجاز هذا المشروع التضامني الأول من نوعه على المستوى الوطني، ودعا الدكتور موساوي الذي يشغل في نفس الوقت منصب رئيس الجمعية بالمناسبة جميع المحسنين والمواطنين إلى المشاركة بقوة في هذا اليوم التضامني و لتبرع ولو بمبالغ رمزية للمساهمة في علاج الأطفال المصابين بالسرطان لإرجاع البسمة إلى وجوههم والفرحة لعائلاتهم، مؤكدا أن هذا المشروع لا يمكن أن ينجز دون اشراك جميع السواعد الجزائرية. يذكر أن جمعية البدر تحصلت خلال شهر ديسمبر الفارط على الموافقة الرسمية من وزارة الصحة لإنجاز هذا المستشفى الذي سيكون مشابها للمستشفيات الدولية وسيضم 60 سريرا بالنسبة للمبنى الطبي و 30 غرفة لإقامة الأطفال وأولياؤهم مجهزة بجميع الوسائل العصرية. وكانت الجمعية قد تحصلت على قطعة أرض مساحتها 3000 متر مربع تقع بالقرب من المركز الاستشفائي الجامعي فرانس فانون لاحتضان هذا المشروع. وتحصي الجزائر أزيد من 1500حالة إصابة جديدة بالسرطان لدى الأطفال سنويا يجري التكفل بهم في ظروف صعبة بسبب نقص عدد الأسرة وأجهزة الأشعة، إلى جانب الضغط المتزايد على مصلحة الجراحة الوحيدة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي يحول دون توفير تكفل كامل وناجع للمصابين من الأطفال بالأورام السرطاني، في وقت يؤكد أطباء أن جسم ومناعة الأطفال يختلفان عن كبار السن، إذ تنتشر الأورام الخبيثة بسرعة كبيرة في أجسامهم، ما يستدعي التدخل السريع لإنقاذ حياتهم. وكشفت الوزارة عن أن معدل إصابة الجزائريين بمرض السرطان، وصل إلى 103.3 حالة لكل 100 ألف نسمة، في مقابل 41 مصلحة لمكافحة المرض، و77 لمكافحة المرض الخبيث بالعلاج الكيميائي، في وقت وصلت نسبة الحالات المتأخرة في المرض بعد التقدم للعلاج إلى 75 % من مجموع الحالات المصابة بالسرطان. وتعد من أحدث الأرقام عن واقع مرض السرطان في الجزائر، ما كشف عنه البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة طب الأروام بمستشفى «بيار ماري كوري» في الجزائر العاصمة، حيث ذكر أن الجزائر تسجل سنوياً وفاة 20 ألف شخص بمرض السرطان، من أصل نحو 50 ألف حالة إصابة سجلت في 2018.يأتي هذا، في وقت قدم تقرير لمكتب «إكسفورد بزنس» البريطاني صدر، نهاية 2018، تفاصيل عن واقع مرض السرطان في الجزائر، متوقعاً أن يرتفع عدد المصابين بالمرض الخبيث إلى نحو 61 ألفاً في 2025. وفيما يتعلق بتكلفة العلاج بالجزائر، ذكر التقرير أن تكلفة أدوية معالجة مرض السرطان تمثل 60% من ميزانية الصيدليات الحكومية، فيما بلغ معدل القيمة المالية لعلاج المرض لشخص واحد نحو 5 ملايين دينار جزائري (ما يعادل 37 ألف يورو) وهي القيمة التي تدفعها الدولة من خلال صندوق الضمان الاجتماعي الذي يعاني من متاعب مالية. وأرجع تقرير المكتب البريطاني أسباب ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في الجزائر إلى عدة أسباب، أبرزها النمط الغذائي والتلوث.