أكد الأستاذ أحمد بن ديب رئيس لجنة أخلاقيات التجارب العيادية، ورئيس مصلحة بمركز "بيار وماري كوري" لمكافحة السرطان أول أمس بالجزائر العاصمة، أن ''العلاج المستهدف'' يعد من بين أهم التطورات التي شهدها الطب خلال ال 20 سنة الأخيرة، مشيرا في السياق ذاته بان هذه العملية الحديثة تستعمل بالجزائر في علاج سرطان الثدي والجهاز الهضمي، بالإضافة الى سرطاني الجهاز التنفسي والكلى. بمناسبة اللقاء الذي جمع المختصين في مكافحة امرض السرطان، أبرز الأستاذ بن ديب مدى فاعلية العلاج المستهدف في تدمير الأورام السرطانية، بالإضافة الى فوائد هذا العلاج المتطور في القضاء على الخلايا المصابة،كاشفا في الوقت ذاته بان نجاعة هذا العلاج تكمن في القضاء على الأورام الخبيثة وذلك بالعلاج الدقيق الموجه مباشرة الى الخلية المصابة، دون إلحاق الضرر بالخلايا المجاورة والسليمة، وذلك عكس العلاج الكيميائي الذي يؤدي الى تدمير الخلايا المصابة بالورم السرطاني وكذا الخلايا المجاورة لها، مؤكدا بان ربع المصابين بالأورام السرطانية الذين يخضعون لهذا العلاج لا يستفيدون من فوائده، وذلك بسبب عدم استجابتهم للعلاج. وفي سياق حديثه عن العلاج الجديد،قال بن ديب أنه بالإمكان إجراء تحاليل للمريض المصاب بالأورام السرطانية قبل إخضاعه لهذا العلاج، مما يسمح حسبه باستعمال هذا النوع من العلاج أولا، حيث طالب في هذا الصدد بضرورة أن تعنى الدولة بتوفير الوسائل اللازمة لشراء هذا النوع من العلاج، لاسيما وان مراكز مكافحة السرطان، ومن بينها مركز بيار وماري كوري تستهلك نسبة 78 بالمائة من ميزانيتها في الأدوية، وليس بمقدورها توفير هذا العلاج الجديد. ورغم توفر ما يقارب 17 علاجا لحد الآن فان الأستاذ بن ديب يرى بأن الوقاية والكشف المبكر عن الأورام ، بالإضافة الى تحسين وسائل الكشف من شانها أن تؤدي الى تحسين حالات المرضى الذين لا يستجيبون للشفاء، مؤكدا على أن هذه الطريقة العلمية الحديثة تستعمل بالجزائر في علاج سرطان الثدي والجهاز الهضمي، وكذا سرطاني الجهاز التنفسي والكلى. كما دعا المختص بالمناسبة الى الاستعمال الأمثل للأدوية الموجهة لعلاج السرطان، وذلك من خلال تفعيل آليات التنسيق والتنظيم بين مختلف المصالح والأطباء الذين يعالجون هذا النوع من الأمراض الثقيلة، إلا انه أبدى تأسفه للتكاليف الباهظة في استعمال العلاج المستهدف في مجال الأورام السرطانية، إذ يبقى في غير متناول جميع المرضى. ومن جانبه يعرف الأستاذ بوزيد العلاج المستهدف بجعل مرض السرطان " مرضا مزمنا بعد أن كان في السابق مرضا قاتلا" حيث وصف هذه الطريقة الجديدة فيما يخص علاج الأورام السرطانية، بالتطور العلمي الكبير خلال هذه الألفية والقفزة النوعية في محاربة هذا الداء الخبيث. مضيفا بان المصاب بمرض السرطان بإمكانه اليوم أن يعيش حياة عادية مثل أي مصاب بمرض مزمن آخر، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم،كما قدم الأستاذ بالمناسبة نوعا جديدا خاصا بالعلاج المستهدف ويستعمل بالدول الأوروبية يتمثل في أقراص يتناولها المريض بعيدا عن المستشفى، وذلك عكس العلاج الكيميائي الذي لا يمكن تقديمه إلا بالمؤسسات الاستشفائية. وبالاستناد الى معطيات المعهد الوطني للصحة العمومية، وكذا الى سجلات الأورام السرطانية فانه كل سنة تظهر 35 ألف إصابة جديدة في مختلف الأنواع السرطانية بالجزائر، حيث يأتي في مقدمتها سرطان الثدي عند المرأة، وسرطان الجهاز التنفسي عند الرجل، وحسب نفس المصدر فانه يتم تسجيل حوالي 175 حالة سرطان جديدة بين الأطفال سنويا،يأتي في مقدمتها سرطان الدم، وتليه أورام الجهاز العصبي، حيث يرجع المختصون ارتفاع عدد الإصابات خلال السنوات الأخيرة الى تغيير النمط الغذائي الذي طرأ على المجتمع الجزائري بالإضافة الى العوامل البيئية والوراثية.