صدر عن منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين الوطن الجريح " للشاعر أحمد بلقاضي" سفر حالم في أحضان الوطن الغائب نصوص بلقاضي، نصوص مجروحة كما مجروح الوطن، باكية كما عيون العاشق حزينة كما اليتيم. لكنها كالربيع، رقيقة كالينابيع، حميمة كالمدن، واسعة الرؤى كالصحاري، ملهمة كالأحلام، تفتح لك أبواب الرؤى الخالصة، فيحدث أن تكتشف الكثير عن هذا الكاتب الممتلئ بالهدوء والسكينة ، هارب عن البهرجة والثرثرة، لذلك قال فيه الشاعر سليمان جوادي في مقدمة "قبل البدء" التي افتتح بها الكتاب: احمد بلقاضي شاعر لا يريد أن يثير من حوله الغبار ولا يحب تزكية نفسه شاعر متواضع، تواضع الأرض الطيبة التي أنجبته وأنجبت كثيرا من قادة الثورة ورموزها، الذين ظلوا يعدون ما قدموه من تضحيات لهذا الوطن مجرد واجب لا يستعدي التفاخر والمن، هو ينبذ التطفل كما يفعل كثير من المتطفلين من المتشاعرين وأدعياء الكتابة الذين تزخر بهم الساحة الأدبية . ولا شك في أن الشاعر المتميز سليمان جوادي قد وضع يده حق على جرح عميق تشكو من آلامه الكتاب في الجزائر متلبسا في كتاب يحيطون بالحرج فيزيدونه عمقا، نصوص الشاعر أحمد بلقاضي هي مراتي لهذه الجراح التي تدنس أوطان كثيرة جميلة تبنيها أحاسيسنا البريئة ، والجريئة براءة وجرأة نصوص هذا الشاعر الذي يضيف إلى مكتباتنا أنموذجا نقيا للقصيدة الجزائرية الحديثة