توقف الفرن العالي في مركب سيدار الحجار مجددا عن العمل بسبب نفاذ كمية الفحم الحجري التي تم استيرادها من إيطاليا والمقدرة ب 10 آلاف طن في ظرف أقل من أسبوع حيث تم تشغيل الفرن العالي الذي توقف عن العمل يوم 10 ديسمبر ولم يتم تشغيله لأكثر من 10 أيام بسبب عدم توفر الفحم الحجري حيث انتظرت المديرية العامة وصول طلبيتها والمقدرة تحديدا ب 1035404 طن والتي وصلت إلى ميناء عنابة يوم 21 ديسمبر الجاري على حوالي الواحدة زوالا على متن باخرة "STELLAR TOLEDO" ، وسبق ل "آخر ساعة" وأن كشفت في أعدادها السابقة أن توقف الفرن العالي بسبب عدم توفر الفحم الحجري يعتبر بمثابة "خطأ فادح" خاصة أن القائمين على المركب يعلمون مسبقا أنه يجب توفره بكميات كبيرة وكافية خاصة أن وزارة الصناعة وبعد الزيارتين الماضيتين للوزير فرحات آيت علي أكد أن الدولة تدعم "عملاق الحديد" وتوفر له الإمكانيات اللازمة لكي يحافظ على نسق الانتاج، ورغم أن العاملين بالفرن العالي رقم 2 تمكنوا بفضل خبرتهم من تشغيل الفرن العالي بنسق جيد ولم يتوقف لأي سبب تقني طيلة الفترة الماضية إلا أنه أصبح يتوقف بسبب نفاذ الفحم الحجري، ويعتبر خيار استيراد 10 آلاف طن فقط "خاطئ" خاصة أنه يمكن جلب كميات تصل إلى أكثر من 30 ألف طن دفعة واحدة خاصة أن الفرن العالي يستهلك كمية كبيرة من الفحم الحجري عندما يعمل، وحسب ما أكدته مصادرنا فأن وصول شحنة آخرى من الفحم الحجري مبرمجة يوم 6 جانفي 2021 وهو ما سيتسبب في تواصل توقف الفرن العالي لأكثر من أسبوع وينتج الفرن العالي يوميا 2500 طن من حديد الزهر وعند احتساب توقفه لمدة 7 أيام فقط نجد أن المركب خسر قيمة 17500 طن في هذه الفترة، ويتم استيراد الفحم الحجري من إيطاليا وكرواتيا وأحيانا من الصين، ولم يتم استيراده من إيطاليا منذ سنوات طويلة بسبب عدم جودة نوعيته، ويحتاج الفرن العالي أن يكون الفحم الحجري "COKE" جاف وغير مبلل لكي يكون صالح للاستعمال. وزير الصناعة غضب بسبب التوقف العشوائي للفرن العالي كشفت مصادر "آخر ساعة" أن وزير الصناعة فرحات آيت علي علم مؤخرا بتوقف الفرن العالي بسبب نفاذ الفحم الحجري وهو ما أثار غضبه خاصة أنه تحدث مع إطارات المركب ومسؤولي مجمع "ايميتال" عن الإمكانيات التي يحتاجها المركب لكي لا يحافظ على نسق الانتاج خاصة بعد التخلص من الاضطرابات التي كانت تقع قبل حوالي سنة في منجمي الونزة وبوخضرة من نقص الحديد الخام وهو ما استدعى وقوع حالة استنفار قصوى حيث تم عقد اجتماع وزاري مشترك لتقييم الوضع السائد في مركب الحجار بعد توقف الفرن العالي بسبب نفاذ مخزون الخام من الحديد في المركب سنة 2019 بسبب مشاكل تقنية على مستوى مناجم الونزة وبوخضرة والذي أثر على تموين المركب بالحديد الخام "المنيري" أين تم اتخاذ العديد من الإجراءات على غرار وضع مخزون احتياطي اللازم لنشاط المركب، تعزيز وسائل النقل من خلال مساهمة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بمعدل 4 قطارات في اليوم و مجمع "لوجيترانس" عن طريق شركة "SNTR " بمعدل 50 شاحنة في اليوم لنقل خام الحديد نحو المركب والحفاظ على مستويات كافية من المخزون و معالجة القضايا المتعلقة بالوصول إلى منجم الونزة وبوخضرة ووضع مساحة تخزين إضافية على مستوى المركب ليصطدم "عملاق الحديد" بمشكل جديد وهو نفاذ الفحم الحجري وهو لا يخدم المؤسسة تماما خاصة في ظل ارتفاع قيمة الحديد في البورصة العالمية وحجم الديون المتراكمة على المركب في الآونة والأخيرة وتتحمل المديرية العامة لمركب سيدار الحجار مسؤولية هذه الأخطاء البديهية والتوقفات العشوائية للفرن العالي. حديث عن وجود صفقة في الخفاء متعلقة ب " COKE" كشفت مصادر "آخر ساعة" أنه يوجد بعض الأطراف التي تتحرك في الخفاء وبطريقة ذكية من أجل تعطيل وصول العدد الكافي من الفحم الحجري إلى مركب سيدار الحجار لكي تقع مثل هذه التوقفات في الفرن العالي وهدفها قطع بعض الرؤوس في "عملاق الحديد" ومن أجل عقد صفقة ضخمة من أجل تزويد المركب ب "COKE"، وقد وجدت هذه الأطراف صعوبات في كيفية عقد هذه الصفقة خاصة في ظل التغييرات التخوف من كشف مخططاتها والتي سيكون بمثابة قنبلة موقوتة خاصة أن مركب سيدار الحجار صنع الكثير من الأثرياء الجدد الذين استنزفوا المركب واستغلوه لأغراض شخصية وسياسية طيلة سنوات عديدة وهو ما تسبب في أكبر مؤسسة لصناعة الحديد والصلب في دوامة من المشاكل.