يتواصل ارتفاع الأسعار قبيل حلول شهر رمضان المبارك في الوقت الذي يشتكي في المواطن الجزائري البسيط من تدني المستوى المعيشي،وتراجع القدرة الشرائية وهو ما جند العديد من فعاليات المجتمع لمحاربة هذا الغلاء بداية بجمعيات حماية المستهلك وصولا للائمة حيث ركز عدد كبير من الأئمة خلال خطبتي الجمعة الأسبوعين الأخريين على "حرمة" بعض الممارسات التي تعرفها الأسواق منها الاحتكار والمضاربة وحتى الغش في الميزان بينما أكدت تنسيقية الأئمة قيامها بالعديد من المبادرات لمساعدة الجزائريين على تخطي غلاء الأسعار مع اقتراب شهر رمضان.وموازاة مع الزيادات التي تعرفها أسعار كل المواد الاستهلاكية وأزمات الندرة التي تعيشها الأسواق على غرار أزمة الزيت وحتى الحليب المدعم تحركت العديد من الفعاليات وحتى المؤسسات الرسمية لمحاولة احتواء الوضع والتنديد ببعض الممارسات التجارية غير المشروعة قانونا ولا دينيا على غرار المضاربة والاحتكار وقد كانت وزارة الشؤون الدينية بدورها قد تحركت الأسبوع الماضي.ودعت التجار إلى ضرورة التخلي، بمناسبة شهر الفضيل، عن الممارسات والظواهر السلبية التي تنشر في هذه المناسبات،سيما احتكار السلع والمضاربة في الأسعار ودعت الوزارة المواطنين أيضا إلى التحلي بأخلاق الإسلام السمحة في المعاملات ومنها الرحمة والمواساة والتخلي عن الممارسات والظواهر السلبية ومنها اللهفة والإقبال على تخزين السلع، بدورهم ركز الأئمة خلال خطبتي الجمعة الأسبوعين الأخريين على إبراز "حرمة" بعض ممارسات التجار والتي خلقت ارتفاعا كبيرا في الأسعار وندرة في بعض السلع مؤكدين أن هذه الممارسات هي حرام من الناحية الشرعية. جمال غول: "من يرفع الأسعار دون وجه حق ويحتكر السلع للمضاربة فهو أثم" من جهته أكد رئيس المجلس المستقل للأمة جمال غول أمس بأن احتكار السلع من قبل التجار أو المستهلكين من الأمور المنهي عنها في الإسلام، لما تسببه من أضرار للآخرين، فهي تؤدي إلى الندرة وارتفاع في الأسعار تزامنا مع شهر الصيام الذي يُعد مناسبة للتراحم والتآخي.وأوضح جمال غول في تعقيبه على ظاهرة التهافت على اقتناء المواد الغذائية،واحتكارها وتخزينها من طرف التجار كلما اقترب شهر رمضان، على غرار ما يحدث مع مادة الزيت، إن الاحتكار محرم شرعا وفقا لما أكده الحديث الشريف " لا يحتكر إلا خاطئ"، وأن الخاطئ يقصد به الإثم الكبير، قائلا إن ظاهرة الاحتكار تسبب أضرارا للآخرين، لذلك فهي محرمة شرعا وناشد رئيس المجلس المستقل للأمة المواطنين إلى استغلال المحطات الإيمانية الكبرى، من بينها شهر رمضان لتوطيد علاقات التراحم والتآخي بدل جمع الأموال، قائلا إن هذا الظرف يستدعي التخفيف من معاناة المواطن البسيط من خلال تقليص هوامش الربح من قبل التجار وليس العكس.و بشأن التهافت على تخزين المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، من بينها زيت المائدة الذي يشهد ندرة بسبب وارتفاعا في الأسعار، دعا الأستاذ جمال غول المواطن إلى عدم التركيز على التحضير المادي لشهر الصيام، والاهتمام أكثر بالجانب الروحي، كما حث المواطنين على التآزر والتراحم وتقاسم ما هو متوفر من مواد غذائية، وتفادي التهافت على ما تعرضه المساحات التجارية من مستلزمات الشهر الفضيل بغرض تخزينها، لعدم المساهمة في ارتفاع الأسعار وأفاد غول بأن الجزائريين مقبلين على غرار سائر الأمة الإسلامية على شهر الصيام شهر الرحمة، لذلك لا بد من التآزر وتجنب التهافت والمبالغة في اقتناء مستلزمات الصيام، حتى لا ترتفع الأسعار أكثر مما عليه اليوم، مقترحا على المواطنين شراء ما يكفيهم وتقاسم ما هو موجود، كما دعا التجار إلى الرأفة بالمستهلكين وعدم استغلال هذه المناسبة في ربح الأموال و بشأن مساعدة الأسر المعوزة في التحضير لشهر رمضان،وتمكينها من الوصول إلى مختلف المواد الغذائية الأساسية في ظل الظرف الاقتصادي الصعب، كشف رئيس المجلس المستقل للأئمة جمال غول عن انطلاق الحملات التضامنية مع بداية شهر شعبان كما هو معمول به كل موسم، تحت إشراف أئمة المساجد، عبر إعداد قوائم المعوزين على مستوى كل حي، وكذا الاتصال بالمحسنين للمساهمة في العملية.