أكد رئيس المجلس المستقل للأمة جمال غول أمس بأن احتكار السلع من قبل التجار أو المستهلكين من الأمور المنهي عنها في الإسلام، لما تسببه من أضرار للآخرين، فهي تؤدي إلى الندرة وارتفاع في الأسعار تزامنا مع شهر الصيام الذي يُعد مناسبة للتراحم والتآخي. وأوضح الأستاذ جمال غول في تعقيبه على ظاهرة التهافت على اقتناء المواد الغذائية، واحتكارها وتخزينها من طرف التجار كلما اقترب شهر رمضان، على غرار ما يحدث مع مادة الزيت، إن الاحتكار محرم شرعا وفقا لما يؤكده الحديث الشريف « لا يحتكر إلا خاطئ»، وأن الخاطئ يقصد به الإثم الكبير، قائلا إن ظاهرة الاحتكار تسبب أضرارا للآخرين، لذلك فهي محرمة شرعا. وناشد رئيس المجلس المستقل للأمة المواطنين إلى استغلال المحطات الإيمانية الكبرى، من بينها شهر رمضان لتوطيد علاقات التراحم والتآخي بدل جمع الأموال، قائلا إن هذا الظرف يستدعي التخفيف من معاناة المواطن البسيط من خلال تقليص هوامش الربح من قبل التجار وليس العكس. وبشأن التهافت على تخزين المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، من بينها زيت المائدة الذي يشهد ندرة بسبب وارتفاعا في الأسعار، دعا الأستاذ جمال غول المواطن إلى عدم التركيز على التحضير المادي لشهر الصيام، والاهتمام أكثر بالجانب الروحي. كما حث من جهته رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية جلول حجيمي المواطنين على التآزر والتراحم وتقاسم ما هو متوفر من مواد غذائية، وتفادي التهافت على ما تعرضه المساحات التجارية من مستلزمات الشهر الفضيل بغرض تخزينها، لعدم المساهمة في ارتفاع الأسعار. وأفاد جلول حجيمي في تصريح «للنصر» بأن الجزائريين مقبلين على غرار سائر الأمة الإسلامية على شهر الصيام شهر الرحمة، لذلك لا بد من التآزر وتجنب التهافت والمبالغة في اقتناء مستلزمات الصيام، حتى لا ترتفع الأسعار أكثر مما عليه اليوم، مقترحا على المواطنين شراء ما يكفيهم وتقاسم ما هو موجود، كما دعا التجار إلى الرأفة بالمستهلكين وعدم استغلال هذه المناسبة في ربح الأموال. وبشأن مساعدة الأسر المحتاجة والمعوزة في التحضير لشهر رمضان، وتمكينها من الوصول إلى مختلف المواد الغذائية الأساسية في ظل الظرف الاقتصادي الصعب، كشف رئيس المجلس المستقل للأئمة جمال غول عن انطلاق الحملات التضامنية مع بداية شهر شعبان كما هو معمول به كل موسم، تحت إشراف أئمة المساجد، عبر إعداد قوائم المعوزين على مستوى كل حي، وكذا الاتصال بالمحسنين للمساهمة في العملية. وبحسب المصدر فإن عديد المساجد قامت بنشر إعلانات تدعو الميسورين للمساهمة في ضمان قفة رمضان للأسر المحتاجة، إلى جانب عقد اجتماعات تنسيقية مع مؤطري الحملة التضامنية لتنظيم الأمور، وتحديد نقاط تزين المواد الغذائية التي يتم جمعها، وكذا تقسيمها بالتساوي على مستحقيها، مع الحرص على أن تحتوي قفة رمضان على المواد الغذائية الأساسية. وبحسب رئيس المجلس المستقل للأئمة فإن الإقبال اللافت للانتباه من طرف المحسنين والخيرين على الحملة التضامنية يبعث على الارتياح، وهو ما أكده أيضا رئيس تنسيقية الأئمة جلول حجيمي، الذي سجل انخراطا ملحوظا للأئمة في النشاط الجمعوي، وذكر على سبيل المثال نجاح أحد الأئمة من ولاية باتنة في تحويل جمعية محلية تحمل اسم « دنيا الخير» إلى جمعية وطنية تحسبا للشهر الفضيل، حتى تتم الحملات التضامنية وجمع التبرعات وتوزيعها على المعوزين في إطار منظم ومعلوم. وأضاف جلول حجيمي بشأن طرق جمع الإعانات من طرف الأئمة، بأنها تتم غالبا عن طريق التواصل المباشر مع الشركات للمساهمة بجزء مما تنتجه من مواد غذائية على غرار الزيت والسكر والسميد والعجائن والحبوب، في حين يسمح التنسيق مع المجالس البلدية في الوصول إلى قوائم الفقراء. ويلجأ الأئمة في كثير من الحالات إلى توكيل البلديات مهمة تخزين وتوزيع قفة رمضان على من يستحقها، ليقتصر دورهم على تحريك ضمائر الميسورين ورجال الأعمال والخيرين لمؤازرة الفئات الهشة.