تحولت مختلف شوارع وأزقة مدينة عنابة وعلى وجه الخصوص الشارع الرئيسي المعروف بشارع "قومبيطا" إلى فضاء واسع حيث بدت المدينة منذ أسبوعين بوجه شاحب فلا أثر للباعة المتجولين وحتى المواطنين الذين كانت تزدحم بهم مختلف الشوارع الرئيسية وسط المدينة وذلك منذ البدء في تطبيق الإجراءات الجديدة التي اتخذتها المديرية الولائية للأمن الوطني بالتنسيق مع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين لولاية عنابة بخصوص محاربة الباعة الفوضويين الذين أصبحوا يشكلون الأغلبية الساحقة من تجار المدينة بعد أن أصبحوا ينتشرون عبر مختلف النقاط الأساسية للتجارة الحرة وحتى بالأحياء التي لا يجوز لهم قانونيا نصب سلعهم بها وهو الأمر الذي أثار في وقت سابق تذمر واستياء أصحاب محلات بيع الأقمشة والملابس الجاهزة وسط عنابة الذين أقدموا على الدخول في إضراب عن العمل احتجاجا على الانتشار الرهيب للسوق الموازية التي باتت تهدد تجارتهم بالزوال خاصة بعد الإقبال الواسع للزبائن والمواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية على اقتناء السلع التي يعرضها باعة الأرصفة الذين أثر غيابهم على السوق المحلية في تدهور النشاط التجاري بالمدينة بعد أن عزف أغلبية المواطنين على اقتناء حاجياتهم من المحلات نظرا للارتفاع المفاجئ في أسعار الملابس الجاهزة التي قفز سعرها مؤخرا في غياب تجار السوق الموازية الذين كانوا مقصد العديد من العائلات العنابية وحتى من خارج المدينة ليمتد سيط هؤلاء إلى خارج الحدود الجزائرية في ظل التهافت المنقطع النظير للأشقاء التوانسة الذين يقبلون على اقتناء مختلف السلع المعروضة بأثمان منخفضة مقارنة بما يعرض داخل المحلات من سلع وألبسة وحتى التجهيزات المنزلية. وهو الأمر الذي لمسناه خلال جولتنا الاستطلاعية لمختلف المحلات الرئيسية التي لاحظنا بها ارتفاع الأسعار مقارنة بما كان يعرضه تجار الأرصفة مستغلين في ذات الوقت غياب هؤلاء ليقوموا بإشعال لهيب الأسعار الأمر الذي أدى إلى عزوف المواطنين عن اقتناء سلعهم في انتظار أن تتخذ إجراءات رقابية على مختلف هذه المنتوجات وإيجاد مكان بديل لتجار الأرصفة لعودة مزاولة نشاطهم الذي كان في وقت سابق يجلب المئات من المواطنين لاقتناء سلعهم التي تباع بأسعار في متناول جميع شرائح وطبقات المجتمع. معيزي جميلة