حذر البروفيسور كمال صنهاجي مدير الوكالة الوطنية للأمن الصحي في تصريحات صحفية من العزوف في التلقيح ،والذي قد يجعلنا أمام خطر مواجهة أزمة تفوق خطورتها الموجة الثالثة لاسيما أن الموجة الرابعة باتت على الابواب ،ولا يمكن التنبؤ حاليا بالمتحور الذي قد يجتاحنا ،منبها من خطر دخول متحور جديد من نوع اخر غير دالتا ،وصعوبة التكيف مع الخصائص الجدية لهذا الفيروس والتحكم فيه في ظل عدم الوصول إلى تحقيق مناعة جماعية ،لافتا إلى أن تفادي مخاطر هذه الموجة ووضعنا في مأمن لا يكون إلا بالتلقيح بالنسبة للذين لم يأخذوا أي جرعة ،وكذا أخذ الجرعة الثالثة من التلقيح بالنسبة للأوائل الذي تلقوا لقاح فيروس "كوفيد 19″,حيث قال البرفيسور صنهاحي في هذا الصدد :"يمكن القول ان احتمال دخول الموجة الرابعة من وباء كوفيد 19 بات قريبا ،وكل المؤشرات تؤكد ان الموجة الرابعة ستجتاح الجزائر باعتبار أن الموجة الرابعة وحتى الخامسة قد اجتاحت معظم الدول الأوروبية و معظمها في وسط غير الملقحين ،مشيرا إلى ان المخاوف من هذه الموجة تزداد بالنظر لوجود عدد كبير من الأشخاص لم يتلقوا اللقاح قط ،ما يعني أنهم غير محميين من موجة قد تكون أشد فتكا من الموجة الثالثة ،ومن المحتمل ان تصل إليها خلال الأشهر القليلة القادمة ،وتحديدا بين نهاية نوفمبر ديسمبر وجانفي باعتبار أن الفيروس يشهد الذروة في هذه الفترة ،وهذا ما يجعل إمكانية حماية غير الملقحين من مخاطر الفيروس صعبة جدا ،باعتبار أن فاعلية اللقاح لو تم أخذها حاليا قد لا تعطي النتائج بالنظر لأن اللقاح يستغرق بين شهر وأزيد حتى تثبت فعالية ضد الفيروس ،وحتى يعطينا المناعة".وأضاف قائلا بخصوص الخطر الذي يواجهه غير الملقحين:"بالفعل لذلك لابد من التلقيح الفوري ،وأرفع حالة طوارئ لضرورة التلقيح وهذا حتى يتم تدارك الأزمة التي قد نعيشها في حال دخول الموجة الرابعة ونحن لم نبلغ بعد مستوى المناعة الجماعية ،وأقول أنه في هذه الحالة قد نشهد سيناريو أخطر وأشد ،وقد نسجل وفيات أكبر من الموجة الثالثة ، فنحن لا ندري إن كنا سنحتاج فيها للأكسجين أو أدوية أخرى ،ويصعب معرفة نوع الفيروس الذي قد يدخل وإمكانية التكيف معه والتحكم فيه فقد يكون هناك متحور جديد لا نعرف خصائصه. لذلك فإنه من الضروري الإسراع في أخذ اللقاح بالنسبة لغير الملقحين ،وأخذ الجرعة الثالثة أيضا التي تمنح مناعة أكبر للملقحين ضد كورونا، أن أكبر خطأ يقوم به البعض هو الإقبال على التلقيح في عز الموجة.التلقيح عندما تكون الأوضاع الصحية مستقرة افضل بكثير".و بخصوص ربط احتمال الموجة الرابعة مع قرار فتح المجال الجوي،ورفع إجراءات الحجر الصحي قال نفس المتحدث:"الأمر المؤكد هو أن استمرار الغلق ليس هو الحل لاسيما أن غلق المجال الجوي والبحري انجرت عنه خسائر كبيرة للاقتصاد الوطني،وأضرار بالمواطنين،لكن في مقابل ذلك نملك الحل في عدم العودة لنقطة الصفر وفرض الإجراءات السابقة خاصة الحجر الصحي وهو التلقيح الفوري ،مستغربا حالات التراخي في احترام الإجراءات الوقائية والعزوف عن التلقيح بعد انخفاض الإصابات ".وختم البروفيسور صنهاجي حديثه قائلا:"من الواضح أن وزارة الصحة تجهز نفسها لمواجهة الموجة الرابعة في حال وصولها إلى الجزائر وتبذل قصارى جهدها لتفادي سيناريو الموجة الثالثة،.خاصة من حيث توفير الأكسجين وتجنيد الأطقم الطبية وتوفير اللقاح الذي يبقى غير كافي،وأشير هنا إلى أن الوزارة أصبحت تمتلك تجربة بعد الموجة الثالثة لكن الإشكال المطروح هو ان نسبة التلقيح ضعيفة جدا بحيث يفترض أننا قد وصلنا إلى 36 مليون ملقح وليس قرابة 6 ملايين ،محذرا من العزوف الذي يهدد بتلف 13 مليون جرعة لقاح ،وأشير إلى أنه من الأفضل أن يتم تخصيص مستشفيات خاصة للتكفل بالمصابين بفيروس كوفيد 19 ،وذلك حتى لا يقع المصابين بأمراض أخرى ضحية الضغط على المستشفيات".