أكد رئيس مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا البروفيسور أرزقي ايصولاح، استئناف جميع النشاطات الطبية والعمليات الجراحية بصفة تدريجية بعد تأجيل عدة عمليات جراحية مبرمجة باستثناء المستعجلة منها وتحويل أغلبية المصالح الطبية للتكفل بمرضى «كوفيد -19». أكد البروفيسور ايصولاح في تصريح خصّ به «الشعب «، أن الوضع الوبائي في البلاد تشهد استقرارا، في الأسابيع الأخيرة، من خلال الانخفاض المستمر في عدد الإصابات المسجلة يوميا بفيروس كورونا، مشيرا إلى أهمية عودة النشاطات الطبية في كافة المؤسسات الاستشفائية من أجل التكفل بالمصابين بأمراض أخرى لتفادي مخاطر الإصابة بتعقيدات صحية. وأضاف رئيس مصلحة الاستعجالات الجراحية أنّ الفيروس المتحور يتميّز بخصائص تجعله أكثر خطورة وقوة كونه ينتشر بسرعة بين الأشخاص ومن الصعب التحكم في انتقال العدوى، موضحا أنّ الحل الوحيد لتجنّب مخاطر السلالات المتحورة يكمن في تلقيح أزيد من 75 بالمائة من المواطنين لبلوغ المناعة الجماعية التي تمكن من مواجهة موجة رابعة من الفيروس. وأشار إلى أنّ تلقيح 10 ملايين شخص، إلى حدّ الآن، لا يكف لتحقيق الأهداف المرجوة وإنما يتطلب ذلك بذل مجهوذات أكبر لتكثيف وتسريع وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح واستفادة أكبر عدد من المواطنين من اللقاحات في ظرف وجيز، مع ضرورة توفير لقاح «سبوتنيك «الذي يعرف نقصا في مراكز التلقيح، خاصة وأنّ عددا كبيرا من الملقحين بالجرعة الأولى ينتظرون، منذ مدة، أخذ الجرعة الثانية التي تعزز المناعة. وقال البروفيسور ايصولاح إنه من الضروري استغلال الحالة الوبائية المستقرة في الجزائر عكس ما يحدث في كثير من البلدان التي اجتاحتها موجة جديدة من الفيروس بعد الموجة الثالثة، محذرا من التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، باعتبار أنّ تراجع منحنى الإصابات بفيروس كورونا لا يعني زوال الخطر نهائيا بما أنّ الفيروس المتحور لم يضعف وكل الاحتمالات واردة. في ذات السياق، دعا الى التحضير والاستعداد لمواجهة مخاطر موجة رابعة من خلال أخذ جميع الاحتياطات مسبقا وتجهيز المستشفيات بالامكانيات اللازمة للتكفل بالمرضى وعدم تكرار سيناريو الموجة الثالثة التي خلفت عددا كبيرا من الإصابات والوفيات، مضيفا أنّ الموجة الأخيرة كانت الأعنف وكشفت عن بعض الاختلالات في التنظيم من بينها أزمة الأوكسجين التي زادت في تدهور الوضع في المستشفيات.