سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنصار ‘‘الخضر‘‘ في جنوب إفريقيا غاضبون من سعدان ويؤكدون ‘‘لم نخسر 40 مليونا لنسمع هذا الكلام الانهزامي‘‘ بعد تصريحه أن ‘‘الخضر‘‘ جاؤوا ليتعلموا في جنوب إفريقا وأن التأهل للدور الثاني أصبح شبه مستحيل
لم يهضم آلاف الأنصار الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا المستوى الذي ظهر به «الخضر» في المواجهة الأولى أمام سلوفينيا، ليزيد غضبهم بعد أن سمعوا تصريحات المدرب الوطني رابح سعدان. الذي أكد بعد المباراة أن الجزائر جاءت إلى «المونديال» لتتعلم فقط، وأنه بعد الهزيمة أمام سلوفينيا الأمور تعقدت والتأهل للدور الثاني أصبح شبه مستحيل. وهو الكلام الذي لم يهضمه أيّ أحد من الأنصار، الذين صنعوا أجواء غير عادية في ملعب «بولوكوان« عشية يوم السبت. ثورة شديدة على تصريحات سعدان وظل الأنصار الذين أحاطوا بنا يبحثون عن التفسيرات التي قدّمها المدرب الوطني بعد الهزيمة المسجلة أمام سلوفينيا، ليتفاجأوا بكلام سعدان عن رضاه عن التشكيلة التي شاركت وأنه هنّأ لاعبيه بعد اللقاء لأنهم أدّوا ما عليهم وأن الجزائر تتعلم في هذا المونديال، لأن تحقيق التأهل في حدّ ذاته هو إنجاز كبير للكرة الجزائرية. لتحدث هذه التصريحات ثورة شديدة لدى أنصار «الخضر» هنا في جنوب إفريقيا، حيث لم يتقبلوا هذا الكلام واعتبروا أن الحديث عن المشاركة الرمزية غير مقبول تماما. «لو قالوا لنا إن الجزائر جاءت للمشاركة فقط لبقينا في بيوتنا وتواصلت ثورة الأنصار إلى ما بعد اللقاء بساعات عندما علموا بما صرّح به رابح سعدان، حيث كشف لنا عدد هائل من الأنصار أنهم لو قيل لهم إن المنتخب الجزائري سيتنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة فقط في كأس العالم لفضّلوا متابعة «المونديال» في منازلهم عبر الشاشة الصغيرة، لأنهم عندما سمعوا المسؤولين على الكرة الجزائرية يتحدثون عن هذه المنافسة، كان الجميع يؤكد أن الهدف يبقى المرور للدور الثاني، وهذا هو سرّ إصرارهم على المجيء لمؤازرة العناصر الوطنية في هذا العرس العالمي. «سعدان بكلامه راهو فشلنا... ولا نريد العقلية الانهزامية من جهة أخرى، كان تأثر الأنصار شديدا على ما قاله رابح سعدان بخصوص اكتفاء الجزائر بالتعلم في «المونديال»، وأن المنتخب الجزائري هو الفريق الأصغر في المجموعة، مما جعل الجميع يعبّر عن استيائه من العقلية الانهزامية للمدرب الوطني، الذي لم يُبق حتى على بصيص الأمل فيما يخصّ الطموح للتأهل في الدور الثاني. وهو ما أثار استغراب الحاضرين هنا بجنوب إفريقيا، الذين اعتبروا ما يحدث تلاعبا بمشاعر الشعب الجزائري ومناصري المنتخب الوطني. خدعتونا ولم نخسر 40 مليونا لنعود ب 0 نقطة ووصل استياء الأنصار بالذي يحدث إلى درجة أن البعض اعتبر أن تصريحات سعدان كانت بمثابة الصدمة التي لم يكن ينتظرها أحد بعد الهزيمة في اللقاء الأول، ولم يتردّد أحد الأنصار في التصريح لنا قائلا: «خدعونا خويا... لو كنا نعرف أننا سنخسر 40 مليونا لنجد مدربا يلمح أننا سنعود إلى الجزائر ب 0 نقطة لما صرفنا كل هذه الأموال دون فائدة». لكن البعض الأخر ظلّ يطمئن هذا المناصر ويؤكد له أن الجزائر ستفاجئ الجميع وتتمكن من التفوّق على المنتخب الجزائري العملاق. أنصار «الخضر» تاهوا بعد المباراة ولم يجدوا حافلات تعيدهم إلى «بريتوريا كالعادة، يدفع أنصار المنتخب الوطني الثمن غاليا، سواء تعلق الأمر بخسارة يتكبدها «الخضر» أو فوز يحققونه، أنصارنا الذين توافدوا بكثرة على جنوب إفريقيا بمناسبة «المونديال الإفريقي» (قارب عددهم 2000 مناصرا) كانوا في الموعد وبأعداد غفيرة ظهر يوم الأحد خلال مباراة المنتخب أمام نظيره السلوفيني، وناصروا أشبال سعدان إلى آخر دقيقة من عمر اللقاء، وشجعوهم بعد هزيمتهم رغم وطأة ووقع الخسارة عليهم، وهم الذين قطعوا آلاف الكيلومترات من الجزائر أو من مختلف أنحاء أوروبا إلى جنوب إفريقيا بغية رفع رؤوسهم وسط الأجانب في هذا المونديال، ولم تكن وطأة الخسارة الصدمة الوحيدة للأنصار الذين تنقلوا إلى «بولوكوان»، لأن مفاجأة أخرى غير سارة كان وقعها أشد في الحقيقة كانت في انتظارهم بعد نهاية المباراة وهم يهمون إلى مغادرة المدينة والعودة إلى مقر إقامتهم ب «بريتوريا». المفاجأة... لا أثر للحافلات التي نقلتهم إلى «بولوكوان» وكانت مفاجأة عدد كبير من الأنصار الذين تنقلوا إلى «بولوكوان» كبيرة وهم يستعدون لمغادرة المدينة والعودة من حيث أتوا، حيث تاهوا دون أن يجدوا أثرا للحافلات التي أوصلتهم إلى هناك بعدما قطعوا مسافة طويلة وشاقة لا تقل عن 300 كلم، من أجل الوقوف إلى جانب حليش ورفاقه، وهم الذين كانوا يعتقدون أن عودتهم من حيث أتوا ستكون مثل وصولهم إلى هذه المدينة، أي على متن الحافلات التي أوصلتهم إلى المدينة التي احتضنت المباراة. عدم تواجد لجنة التنظيم التابعة للديوان الوطني للسياحة عقّد الأمور وحينها وفي ظل الفوضى التي سادت أمام الملعب، راح الأنصار يوجهون أصابع الاتهام إلى لجنة التنظيم التابعة للديوان الوطني للسياحةوهي اللجنة التي وكما هو معلوم أشرفت على تنظيم كافة رحلات الأنصار إلى بلد «نيلسون مانديلا»، حيث راح الأنصار الذين لم يجدوا من وسيلة نقل تقلهم إلى بريتوريا، يتساءلون عن غياب هؤلاء المسؤولين الذين تعهدوا في بادئ الأمر بالتكفل شخصيا بتكاليف نقل الأنصار أينما حلوا ورحلوا وارتحلوا، قبل أن يخلوا بوعودهم ويتركوهم وسبيلهم يواجهون خطر الاعتداءات في منطقة بولوكوان غير الآمنة مع شروع الشمس في الغروب على غرار كافة مدن جنوب إفريقيا. عادوا إلى بريتوريا بأموالهم الخاصة والمعروف عن الجزائري وأينما رحل وارتحل أنه يدبر أموره لوحده، وهو ما فعله المناصرون الذين وقعوا في ورطة والذين فاق عددهم 300 مناصر (البقية وجدت الحافلات التي نقلتها)، حيث تصرفوا كما يجب، واستقلوا سيارات أجرة من أموالهم الخاصة أعادتهم إلى بريتوريا، عوض أن يبقوا في بولوكوان يواجهون خطر الاعتداءات الذي يخيم على هذا البلد منذ انطلاق المونديال. «خلطوها» ومسؤولو اللجنة المنظمة اعتذروا فيما بعد وفور وصولهم إلى مقر الإقامة ب «بريتوريا»، أقام الأنصار المتضررون الدنيا ولم يقعدوها على مسؤولي اللجنة المنظمة التابعة للديوان الوطني للسياحة، حيث دخلوا معهم في مناوشات كلامية لاموهم من خلالها على تفريطهم فيهم، قبل أن تهدأ الأمور بعدما تقدم هؤلاء المسؤولين باعتذاراتهم، وبعدما وعدوا بألا تتكرر الفعلة في التنقل المقبل إلى «كاب تاون» أين سيواجه المنتخب الوطني نظيره الإنجليزي. جيار يزور الأنصار ويطالب «لونات» بالتكفل بهم جيدا ومن المفارقات أن هذه الحادثة أعقبتها زيارة وزير الشبيبة والرياضة هاشمي جيار صبيحة أمس إلى مقر إقامة الأنصار ب «بريتوريا»، حيث سمع بما حدث لدى زيارته، ولم يتوان على الفور في الاجتماع بمسؤولي «لونات»، اجتماع طالبهم من خلاله بضرورة التكفل بالأنصار أحسن تكفل والاهتمام بهم وبانشغالاتهم طيلة الأيام التي سيمكثون فيها هنا، وهي الالتفاتة التي استحسنها الأنصار كثيرا. 400 مناصر آخرين سيصلون على متن الطائرات كان ذلك فيما يخص 1740 مناصرا التابعين ل «لونات»، أما بخصوص الأنصار الآخرين، فإن 200 مناصرا محسوبين على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سيكون وصولهم إلى «كاب تاون» مساء اليوم عبر رحلة جوية من جوهانسبروغ، كما سيكون 200 مناصرا آخرين تابعين للجزيرة الرياضية على موعد مع الوصول هذه الأمسية على الساعة السادسة جوا أيضا