إنقسم الشارع الجزائري قبل 24 ساعة فقط عن المباراة الهامة التي تنتظر “الخضر” أمام إنجلترا بين متفائل ومتشائم لما تحمله هذه المباراة، لاسيما بعد الخسارة الأولى التي سجلها رفقاء زياني أمام سلوفينيا، حيث تعتبر هذه المواجهة آخر فرصة ل “الخضر” لأجل تعويض ما ضيّعوه في اللقاء الأول وأي خسارة ثانية يعني الإقصاء رسميا من الدور الأول وتصبح المباراة الثالثة أمام الولاياتالمتحدة شكلية، وهو السيناريو الذي لا يتمنّاه الجمهور الجزائري المتعطش إلى مشاهدة الجزائر لأول مرة في تاريخها في الدور الثاني من أكبر حدث كروي في العالم. الشارع الجزائري منقسم بين متفائل ومتشائم إذا كان البعض واثق من قدرات منتخبنا الوطني في الصمود أمام الآلة الإنجليزية، لاسيما أن محاربي الصحراء عوّدونا على التألق في المواعيد الكبرى، وإذا كان عدد من عشاق الكرة الجزائرية ينتظرون المفاجأة كما فعل جيل ماجر، عصاد، بلومي والآخرون أمام الألمان في 1982 إلا أن الكثيرين من الأنصار تحلوا بالمنطق، حيث أجمعوا على أن كأس العالم لا تعترف إلا ّبالقوي فوق الميدان من كافة النواحي، ومنتخب إنجلترا الذي تعثر في مباراته الأولى أمام الولاياتالمتحدة لن يتسامح وسيرمي بكل ثقله لأجل الفوز، خاصة أنه أحد المنتخبات المرشحة إلى التتويج بكأس العالم. في 1986 كنا نملك أحسن اللاعبين، لكننا إكتفينا بنقطة من جهة ثانية قال عدد من المناصرين أنهم لا يعلقون آمالا كبيرة على المنتخب الوطني في تحقيق الفوز هذه الجمعة لعدة أسباب أبرزها على حد تعبيرهم الخطة الحذرة التي ينتهجها الناخب الوطني بدليل ما حدث أمام سلوفينيا، إذ يرون بأن سعدان من المدربين الذين يبحثون عن تقليل حجم الأضرار أمام المنتخبات القوية والخروج بالتعادل في أحسن الأحوال، والتاريخ يبقى شاهدا على ما حدث في “مونديال” المكسيك عندما كان المنتخب يضم عناصر ممتازة لكن بسبب الخطة المطبقة اكتفت الجزائر بنقطة واحدة فقط أمام إيرلندا الجنوبية مقابل خسارتين أمام البرازيل وإسبانيا. لم نسجل إلاّ هدفًا من مخالفة من زيدان ويعطي الكثيرون الحجة على أن سعدان فعلا يرفض المغامرة في الهجوم، بالرغم من أن المنتخب الوطني ليس لديه ما يخسره ومن المفروض أن يلعب الكل في الكل حتى وإن يقصى فيكون بشرف، هو أنه في “مكسيكو” لم يسجل “الخضر” إلا هدفا وحيدا في اللقاء الأول أمام إيرلندا، وكان من مخالفة مباشرة من جمال زيدان، بالتالي فالأنصار يتخوّفون من تكرار نفس السيناريو في جنوب إفريقيا، خاصة وأن الخط الأمامي ظهر عقيما ليس أمام سلوفينيا بل منذ مواجهة كوت ديفوار في كأس أمم إفريقيا بغض النظر عن الخطة الدفاعية التي يطبقا سعدان ويحبذها رغم كل الإنتقادات التي وجهت له من أخصائيين ومدربين ولاعبين كبار وحتى الأجانب. كان من المفترض أن نلعب الهجوم أمام سلوفينيا وليس إنجلترا وقد عبّر الكثير من المناصرين عن تأسفهم من تضييع نقاط سهلة أمام منتخب سلوفينيا مشيرين إلى أن سعدان بالرغم من تجربته الطويلة في المنتخب وكونه كان حاضرًا في “مونديال” 1986، إلا أنه ظهر أنه لم يستخلص الدروس جيدا، فقد كان من المفروض أن يلعب الهجوم والكل في الكل أمام منتخب سلوفينيا وليس أمام إنجلترا التي تملك هجومًا كاسحًا وفتح اللعب أمام هذا المنتخب قد سيكلّفنا غاليا، مؤكدين أن الخطة التي لعب بها “الخضر” ضد السلوفينيين كان لابد أن تطبق ضد إنجلترا والعكس صحيح، وليس بعدما تعقدت الأمور أصبحنا نبحث عن نتيجة إيجابية ضد منتخب عالمي كبير مرشح لنيل كأس العالم كما قال عدد من المناصرين في مختلف تعاليقهم. القنصل الجزائري في جدة يجمع نظراءه الأفارقة لأجل مشاهدة “الخضر“ يشهد منزل القنصل الجزائري في جدة (غرب السعودية) صالح عطية زيارة قرابة عشرين قنصلا إفريقياً ارتدوا قميص “الخضر“ تعبيرا عن دعمهم للكرة الجزائرية ومؤازرتها خلال مشاركتهم في نهائيات كأس العالم. وأكد عطية خلال الزيارة أن كرة القدم فوز وخسارة، معتبراً أن الأهداف غالباً ما تأتي من الأخطاء، في إشارة إلى اللقاء الذي خسره المنتخب الوطني الجزائري أمام سلوفينيا (0-1) متأثرا بطرد مهاجمه عبد القادر غزال وخطأ حارس مرماه فوزي شاوشي. المدير العام ل “نجمة” يزور “الخضر” قبل مباراة إنجلترا يقوم اليوم المدير العام ل “نجمة“ السيد “جوزيف جاد“ المتواجد بجنوب إفريقيا، بزيارة إلى الفريق الوطني قبل مواجهته الحاسمة أمام المنتخب الإنجليزي بمدينة “كاب تاون”. ويسعى المسؤول الأول على “نجمة“ من خلال هذه الزيارة إلى التعبير عن مساندته المطلقة ل “الخضر” والتعبير عن ثقته التي يضعها في عناصر المنتخب وكذا الطاقم الفني و كلّ أعضاء الفريق ومسؤولي الإتحادية، وعلى رأسهم رئيس الاتحادية محمد روراوة. وبصفته المموّل الأول للفرق الوطني، يسعى السيد “جوزاف جاد” إلى دفع العناصر الوطنية لبذل المزيد من الجهود في المبارتين المتبقيتين أمام إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية.