كشف رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون" عن استرجاع الدولة ما قيمته 22 مليار دولار من الأموال والممتلكات المنهوبة داخل وخارج الوطن. مؤكدا أن التحقيق في قضايا الفساد لايزال متواصلا. وأوضح رئيس الجمهورية خلال لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية بث سهرة أمس السبت على القنوات التلفزيونية والإذاعية أن "آخر تقرير لمصالح وزارتي العدل والمالية يبين أن قيمة الأموال والممتلكات المنهوبة التي تم استرجاعها من داخل وخارج الوطن فاقت قيمتها 22 مليار دولار"، مشيرا الى أن التحقيق في قضايا الفساد يتم بشكل يومي ولا يقتصر على ملفات قديمة بل يشمل أيضا قضايا جديدة. وذكر أن الدولة "تمكنت من استرجاع الكثير من الأموال والممتلكات المنهوبة" وأن العمل متواصل بهذا الخصوص مشيرا الى أنه "لم يتم الفصح عن كل عمليات التحقيق، لكن الدولة تحرص على الكشف عن كل ما تم نهبه". و في ذات السياق قال رئيس الجمهورية أن التحريات بينت على سبيل المثال أن قيمة مصنع وهران الذي تم استرجاعه قاربت 750 مليون أورو". وتطرق الرئيس "تبون" في نفس السياق إلى انخراط دول أوروبية مع الجزائر ضمن مسار التحقيق الساري في قضايا الفساد مؤكدا أن "عديد الدول تحركت مع الجزائر لإرجاع قيمة الأموال المنهوبة". وأكد أن ما تم استرجاعه من أموال تم بذكاء وأن الممتلكات الموجودة بالخارج ستسترجع وهذا أمر مفروغ منه وفي الداخل فإن العمل متواصل وستتمكن الدولة من الوصول الى كل ما تم نهبه وتخزينه في وقت سابق". وخلص الى القول: "حتى وإن طالت الأمور بسبب نظام عمل البنوك إلا أن المهم هو أن تلك الاموال لن تضيع". الرئيس تبون يدعو الصحفيين الى تنظيم أنفسهم في نقابة قوية تزامنا مع الاحتفال بذكرى استرجاع السيادة الوطنية سيكون في 5 جويلية المقبل سيتم وضع حجر الأساس لمشروع المدينة الإعلامية الجديدة حسبما اكدة الرئيس تبون الذي بأن هذا المشروع يضم مقرات لمؤسسة التلفزيون العمومي و للإذاعة الجزائرية ودار للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام الوطنية. من جهة أخرى تطرق الرئيس تبون إلى أهم الإنجازات التي تميز الجزائر الجديدة مؤكدا أن هذه الأخيرة "ليست مجرد شعار بل هي عودة إلى الدعائم الأساسية مع استغلال الإمكانيات التي تزخر بها البلاد من أجل استكشاف فضاءات جديدة". وفي هذا الإطار خص رئيس الجمهورية بالذكر قطاع التعليم العالي الذي يشهد نهضة حقيقية يعكسها تخرج 250 ألف جامعي سنويا" مشددا على أن بلدا يحقق هذه الأرقام لا يحق له أن يبقى في نفس المستوى بل يتعين عليه التقدم نحو الأمام. وفي سياق ذي صلة أكد رئيس الجمهورية على ضرورة الافتخار بما تم تحقيقه لغاية الآن مشيرا الى أن "ما عشناه سابقا يجب أن يدفعنا نحو انطلاقة جديدة ويجب علينا اليوم أن نكون في مستوى الجزائر الجديدة . وعلى صعيد آخر جدد الرئيس تبون تأكيده على الأهمية التي يوليها للجالية الجزائرية بالخارج وحرصه على أن يظل أفرادها قريبين من وطنهم الأم. كما دعا رئيس الجمهورية الصحفيين الجزائريين إلى تنظيم أنفسهم ضمن نقابة قوية. مشددا على ضرورة إنشاء هيئة عليا لأخلاقيات المهنة تعمل على "تقييم وتقويم الصحفيين". وأكد الرئيس على ضرورة خلق نقابة قوية للصحفيين، مذكرا بأنه لطالما ألح مرارا وتكرارا على هذه المسألة. كما شدد أيضا على أهمية إنشاء هيئة عليا لأخلاقيات المهنة تتولى مهمة تقييم وتقويم الصحفيين ما سيجنب هذه الفئة مستقبلا إمكانية التعرض لأحكام العدالة". وأعرب رئيس الجمهورية بالمناسبة عن استعداده لمساعدة الجرائد الوطنية ككل مبرزا أهمية مساهمة الإعلام "المسؤول والمهني" في مرافقة الإنجازات المحققة في الجزائر قائلا بهذا الخصوص: "بدون إعلام لا يمكننا الذهاب بعيدا إعلام مسؤول و إعلام مهني". وجود "مافيا" الذرة في الجزائر أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر بها مافيا الذرة مؤكدا انه من العيب ان نقوم باستيراد الذرة وفي ولاية ادرار ينتجون مادة الذرة كما أن المؤسسة المشرفة على الفلاحة "مفلسة" . داعيا إلى إحداث التغيير الذي ينشده جميع الجزائريين وتكريس نمط تسيير يحقق التنمية الشاملة.وأوضح رئيس الجمهورية أن الاهتمام الذي بات المواطن البسيط يوليه لمخرجات اجتماعات مجلس الوزراء ولأول مرة منذ سنوات، دليل على وجود تغيير في نمط التسيير" مبرزا أن محاولة التغيير هذه ترمي إلى إحداث التنمية الشاملة في البلاد".وقال بهذا الخصوص أن مخرجات اجتماعات مجلس الوزراء لم تعد تقتصر على الجانب الفلسفي والنظري بل دخلت صلب الأمور التي تهم المواطن ويبقى ذلك هو القصد الواجب تحقيقه بمشاركة الجميع" مشيرا إلى أن تطبيق هذه المخرجات "تستدعي وجود مسؤولين نزهاء حتى وإن لم تكن لديهم تجربة سابقة فإن قوتهم تكمن في كونهم أشخاصا نزهاء' وبعد أن ذكر بأن مراقبة عمل أي مسؤول تتم بشكل فوري وهو ما يعد أمرا جديدا في الجزائر وجب التأقلم معه أكد الرئيس على ضرورة المضي قدما في تنمية البلاد وهو الهدف الأول الذي تحرص الدولة اليوم على تحقيقه".وتابع في السياق ذاته قائلا إن الفرق بين جزائر اليوم وجزائر التسعينيات واضح وجلي". مبرزا أن منحة البطالة على سبيل المثال جاءت لحفظ كرامة أبناء الجزائر "حتى لا يتم استغلالهم من قبل الغير ضد بلدهم".وقال رئيس الجمهورية بهذا الخصوص: "في انتظار الثمار الاولى لعملية الاستثمار والتنمية التي مضينا فيها سجلنا منذ أكتوبر إلى يومنا هذا إطلاق 1300 مؤسسة واستحداث 52 ألف منصب شغل إضافة إلى المؤسسات الناشئة". وكشف رئيس الجمهورية في ذات المنحى عن تخلي 20 ألف شاب من المستفيدين من منحة البطالة عن هذه الصيغة لحصولهم على مناصب شغل دائمة وهو ما يؤشر على التطور الحاصل في البلاد". 1 مليار دولار من أجل تمويل العديد من المشاريع في أفريقيا عودة الجزائر القوية في إفريقيا يؤكد عمل الجزائر الدؤوب من أجل الرجوع الى عائلتها الكبيرة في إفريقيا وهذا بعد أن كانت متواجدة شكليا وليس عمليا في القارة السمراء واقتصار توجيه كل جهودها خلال العشر سنوات الاخيرة إلى ما وراء البحار هذا ما أكده الرئيس تبون الذي شدد على ضرورة التركيز على جهود تنمية القارة الافريقية، وهذا -كما قال- "عكس باقي الدول الغربية التي يقتصر اهتمامها في القارة على الجانب الجيوسياسي".ولهذه الأسباب قررت الجزائر ضخ 1 مليار دولار من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية لتمويل العديد من المشاريع في القارة سيما المتعلقة بالتعليم والصحة والمياه، مذكرا بأنه "يوم أعلن عن انشاء الوكالة في اثيوبيا منذ سنتين امام القادة الأفارقة لقي المشروع ترحيبا من كل الحضور بالقاعة للتأكد من حسن نية الجزائر". وبشأن القضية الفلسطينية، على اعتبارها قضية مركزية بالنسبة للجزائر أكد رئيس الجمهورية أن ما يحدث من اعتداء على أولى القبلتين وثالث الحرمين في المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه من قبل جنود الاحتلال الصهيوني دون أن يحرك أحد ساكنا أمر غير مقبول معربا عن أمله في أن يتحول التشرذم العربي إلى قوة.ولفت الرئيس إلى أن هناك نظاما دوليا فرض نفسه على الضعيف قبل القوي أتمنى أن يتغير الوضع وتتغير معه النظرة العربية وأن يتحول هذا التشرذم الذي نعيشه الى قوة والى نظام عربي كما ذكرت في اجتماع الجامعة العربية فمن المفروض نحن أول من نؤمن بقوتنا. تزوير الانتخابات انتهت من القاموس السياسي كما أكد الرئيس "تبون " عزم الدولة على مواصلة جهودها من أجل تقوية الجبهة الداخلية وتجاوز الصراعات الهامشية وكل أشكال خطابات الكراهية.وأشار رئيس الجمهورية الى عزم الدولة على مواصلة جهودها لتقوية الجبهة الداخلية وتجاوز الصراعات الهامشية ودحض كل أشكال خطابات الكراهية.وعبر الرئيس تبون بالمناسبة عن أسفه لدرجة الكراهية التي وصل اليها البعض اليوم وإن كانوا يشكلون أقلية لحسن الحظ. مؤكدا بالقول: "نحن نعمل على مواجهة كل الخطابات من هذا النوع".وأضاف قائلا: "نحن نمضي قدما والجزائر الجديدة التي نطمح إليها لا تتعلق بمستقبل شخص واحد إنما تخص شعبا برمته ونعمل على تحقيق ذلك من خلال حث شبابنا على الانخراط في مختلف مجالات التسيير".وقال في ذات الخصوص: "حاولنا الدفع بأكبر عدد من الشباب في المواعيد الانتخابية السابقة وهو ما انعكس في الواقع من خلال تواجد العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية ومن نواب الشعب من فئة الشباب الأمر الذي يتماشى مع التغيير السريع الذي يشهده العالم بأسره في مختلف المجالات.وعبر رئيس الجمهورية عن تفاؤله بهذا الخصوص قائلا أن بعض المفردات التي كانت متداولة في القاموس السياسي تم القضاء عليها ولا أحد يتكلم اليوم عن التزوير في سير ونتيجة الانتخابات.