يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض معسكر إعدادي في الشهر المقبل بأهداف تحضيرية ومستقبلية أكثر منها حسابية، بعد أن ضمن تأهله للمشاركة في كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار مبكرا، حيث سيخوض مواجهة رسمية أمام منتخب أوغندا، قبل أن يتبعها بودية أمام تونس استعدادا للمسابقة القارية، وهي المواجهة التي يراها بلماضي معيارية من اجل الوقوف على مدى جاهزية لاعبيه ل "كان" ، ويواجه المنتخب الوطني الجزائري نظيره الأوغندي في اطار الجولة الخامسة من تصفيات "كان 2023 بكوت ديفوار، يوم 18 جوان المقبل، قبل أن يستقبل المنتخب التونسي على ملعب 19 ماي بعنابة وديا، في العشرين من نفس الشهر، وهي الودية التي يريد فيها بلماضي توظيف أفضل أوراقه أمام نسور قرطاج الذين خاضوا مونديال قطر 2022، لكن بعض المشاكل الفنية التي طفت إلى السطح مؤخرا قد تخلط حسابات مدرب محاربي الصحراء، الذي لن يجد الأمور جاهزة بالشكل الذي كان يطمح اليه. بلماضي سيواجه ازمة النهاية المبكرة للدوري البلجيكي وأزمة بلايلي سيضطر المدرب الوطني جمال بلماضي إلى التعامل مع وضعية عدد من نجوم المنتخب الوطني الجزائري، الذين أنهوا الموسم مبكرا، وفي مقدمتهم نجوم الدوري البلجيكي، يتقدمهم إسلام سليماني وعبد القهار قادري وآدم زرقان، إذ انتهت المنافسة بالنسبة لهذا الثلاثي يوم 23 أفريل الماضي، بسبب عدم تأهل أنديتهم، أندرلخت وشارلوروا وكروتري إلى دورة اللقب، وواصل اللاعبون التدرب إلى غاية يوم الجمعة الماضي قبل الخروج في إجازاتهم السنوية، وسيكون مدرب الخضر مضطرا للاستغناء عن هذا الثلاثي بسبب ابتعاده عن المنافسة والتدريبات لأزيد من شهر، ويضاف إلى ذلك اللاعب يوسف بلايلي، الذي غادر نادي أجاكسيو الفرنسي وبات بعيدا عن الملاعب منذ حوالي 20 يوما ولن يعود إلا بالتوقيع مع ناد جديد، وهي معطيات ستفقد بلماضي اربعة أسماء على الأقل كانت حاضرة في معسكر شهر مارس الماضي. إصابة بن ناصر والبحث عن البديل المناسب وتعتبر إصابة إسماعيل بن ناصر نجم نادي ميلان الإيطالي وانتهاء موسمه مبكرا، خسارة ثقيلة بالنسبة للمدرب الوطني جمال بلماضي، الذي يعتبر نجم نادي أرسنال الانجليزي السابق خيارا فنيا ثابتا في التشكيل الأساسي للخضر، وورقة تكتيكية هامة في حساباته، وبالتالي فإن غيابه عن ودية تونس المهمة من الناحية التحضيرية، في ظل المستويات الجيدة لزملاء حنبعل المجبري في الفترة الماضية، سيخلط أوراق بلماضي نوعا ما، وفي الوقت الذي كان فيه مدرب الخضر مدعوا إلى الاعتماد على أفضل لاعبيه في ودية تونس، فإن النهاية المبكرة لموسم آدم زرقان وعبد القهار قادري لاعبا خط وسط، وإصابة بن ناصر، ستدفعه للبحث عن حلول جديدة غير مجربة في مباراة ودية قوية، خاصة وأنه صرح في وقت سابق بأنه يبحث عن الاستقرار على تشكيلتين مختلفين وأسلوبي لعب قبل المشاركة في "كان 2023" المقررة بداية العام المقبل في كوت ديفوار انشغال بعض نجوم الخضر بسوق الانتقالات الصيفية كما يرى الكثير من المحللين بأن معسكرات المنتخبات التي تجري في شهر جوان دائما ما تكون صعبة، خاصة تلك التي لا تكون مرتبطة بمسابقة قارية أو عالمية، على اعتبار أنها تقام مع نهاية الموسم وتسبق خروج اللاعبين في إجازتهم السنوية، كما أنها تتداخل مع سوق الانتقالات الصيفية، على اعتبار أن الكثير من اللاعبين يفضلون حسم مستقبلهم قبل التفرغ لإجازتهم السنوية، ويخشى بلماضي تشتت انتباه بعض نجومه بسبب الميركاتو الصيفي، على اعتبار أن العديد منهم سيبحث عن وجهة جديدة، على غرار نبيل بن طالب وحسام عوار وعيسى ماندي وريان آيت نوري وفارس شايبي وآندي ديلور ومحمد الأمين عمورة ورامي بن سبعيني، وبغض النظر عن رامز زروقي الذي حسم انتقاله إلى نادي فينورد الهولندي الموسم المقبل، فإن باقي الأسماء لم تحسم وجهتها لأسباب مختلفة، الأمر الذي قد يؤثر على تركيزها خلال معسكر الخضر المقبل.