شهدت أمس أسعار مادة الحديد الصلب عبر العديد من الأسواق المحلية بالشرق ارتفاعا مفاجئا في الأسعار حيث وصل سعر القنطار بعدة ولايات شرق ووسط البلاد إلى حدود 8000 دينار الأمر الذي أصبح يهدد بتوقف عديد المشاريع الكبرى التي انطلقت .استغل المضاربون بأسواق شرق البلاد غياب الرقابة ليرفعوا أسعار مادة الحديد المطلوبة في إنجاز المشاريع التنموية حيث بيع قبل يومين بعدة ولايات منها عنابة ،الطارف ،قالمة وسوق أهراس بأسعار تراوحت بين 8000 و 9000 دينار وذلك بعدد من المخازن التابعة للدولة مما يعني أن سعره يتجاوز ذلك إلى نحو 10000 دينار بالسوق الموازية وذكرت مصادر مطلعة لأخر ساعة أن وجود "المضاربين "واستغلالهم لتوقف بعض المشاريع الكبرى بسبب نقص مادة الحديد بعدد من المخازن بشرق البلاد وراء ارتفاع الأسعار على اعتبار "مافيا المضاربة " تقوم بتخزين كميات كبيرة منه لبيعها في السوق الوطنية بأسعار خيالية قد تصل عند العديد منهم إلى حوالي 10000 إلى 12000 وهو ما حدث منذ حوالي ثلاث سنوات تقريبا عندما وصل سعر القنطار الواحد من الحديد الى أعلى مستوياته القياسية وهي 13000 دينار وفي ذات السياق بعض المتعاملين الاقتصاديين أمس في حديثهم مع الجريدة أن سعر قنطار مادة الحديد لا يتجاوز حسب السوق الوطنية 6000 دينار على اعتبار أن إخراجه من مخازن الدولة لا يكلف المتعاملين أكثر 4000 دينار وهو سعر يسمح حسبهم بمواصلة العديد من الأشغال المتوقفة بسبب أنواع المضاربة التي خلفت ركودا في عدد من الانجازات التي توقفت أغلبها بسبب هؤلاء المضاربين هذا في الوقت الذي أكد فيه مصدر عن الاتحاد الوطني للمقاولين الجزائريين ان أسعار الحديد مرشحة للارتفاع مع الأيام القليلة القادمة نظرا لغياب المراقبة واستمرار احتكار المضاربين لهذه المادة التي تعتبر أكثر من أساسية بالنسبة لقطاع المشاريع الكبرى المتعلقة بالبناء والأشغال العمومية وإن كان قد صرح في حديثه مع الجريدة أن ارتفاع الأسعار في السوق الوطنية مرده إلى عدة عوامل من بينها أن أسعار الحديد تتبع في كثير من الأحيان سوق البورصة في الأسواق العالمية التي تكون لها حسبه ارتدادات عكسية على السوق الوطنية من جهته أكد ذات المتحدث أن الدولة تسعى خلال الأيام القليلة القادمة إلى استيراد كميات هائلة من مادة الحديد وذلك لقمع المضاربين وإنجاز ما تبقى من المشاريع المتوقفة خاصة منها مشروع 1500 سكن اجتماعي المقرر تسليمها خلال السنة الجارية بعدة ولايات بشرق البلاد. جميلة معيزي