سلم رئيس اللجنة الوطنية الغستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بأن أهم عقبة تعترض تجسيد المصالحة الوطنية هي ثقل الإجراءات البيروقراطية وتعقيداتها . وقال فاروق قسنطيني لدى استضافته في حصة " سياسة" للقناة الإذاعية الثالثة أن المصالحة الوطنية التي أحيت ذكراها الخامسة قبل أيام قليلة حققت 95 بالمائة من أهدافها مشيرا إلى المشاكل التي تعترض تسوية ملفات ضحايا المأساة الوطنية وأهمها تعويض بعض المتضررين من المأساة كأولئك الذين تعرضت ممتلكاتهم للتخريب من قبل الإرهابيين قائلا إنها قضايا لا تندرج تفصيلاتها في إطار بنود المصالحة الوطنية وتتطلب تشريعا خاصا وضرب في ذلك مثلا بالأطفال المولودين في الجبال.وأبدى قسنطيني أسفه من مسألة محاكمة بعض الأشخاص لإفطارهم علنا في شهر رمضان المنصرم خصوصا وأن القوانين المعمول بها في الجزائر لا تجرم صراحة وبوضوح مرتكبي مثل هذه الأفعال. وكان هؤلاء المفطرين حوكموا في كل من تيزي وزو وبجاية وتبسة . وقال رئيس اللجنة الغستشارية بخصوص ملف المفقودين إن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية أدرج هؤلاء في إطار المأ ساة الوطنية ورصد لهم تعويضات ملائمة، مشددا أنه" يجب تجريم المسؤولين مباشرة وهم الإرهابيون وليس الدولة الجزائرية وهذه القضية تختلف عن مثيلاتها في بعض الحالات التي شهدها العالم كالشيلي والأرجنتين حيث كانت الدول وقتها مسؤولة مباشرة عن فقدان واختفاء العديد من الضحايا لأنها حاربت المعارضين والديمقراطية"، موضحا انه في الجزائر "فالدولة كانت تدافع شرعيا عن الموطنين وعن الجمهورية في وجه همجية الإرهاب".وانتقد قسنطيني المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان على رأسها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وقال أنها "لا تعمل في شفافية وتخدم مصالح خارجية اشترت ذممها "، وتابع ينتقد بأن تلك المنظمات " كانت وقفت سابقا في صف الإرهابيين ضد الشعب والدولة الجزائرية وإلى غاية أحداث 11 سبتمبر 2001 التي غيرت نظرة العالم للإرهابيين"، على أن هذه المنظمات خدمت حتى أطراف ضيقة المصالح في الجزائر ذاتها. وحول الوضع الحقوقي داخليا، أشار رئس اللجنة بأن الجزائر " قطعت فعلا أشواطا في هذا المجال ولكن بخطى متواضعة كما هو الشأن بالنسبة للوضع في السجون وكذا التقدم الحاصل في مجال الممارسات الصحفية"، بينما أكد أن إصلاح العدالة هو على رأس الأولويات للارتقاء بوضعية حقوق الإنسان في الجزائر. وعلق قسنطيني على اجتماع قادة غستخبارات دول الساحل بتمنراست مؤخرا بالقول إن الجزائر عاقدة العزم على المضي قدما في استئصال هذه الآفة ، مشيرا بان دول لم يمسها الإرهاب " فضلت الاستمرار في سبيل نسف هذه الجهود من خلال الدعم غير المباشر للإرهابيين عبر تقديمهم الفدية التي تمثل المصدر المتبقي لهؤلاء في الاستمرار في نشاطاتهم المضرة ببلدان المنطقة وشعوبها المعنية، وتساءل قسنطيني " أيعقل أن يتم تجريم ومعاقبة الأفراد الذين مدوا الإرهابيين بالأموال تحت الضغط والتهديد خلال المأ ساة الوطنية ، والسكوت حين تقوم بذلك الدول". ليلى/ع