أكّد السيناريست عبد الهادي بلغيث في حواره مع "المساء"، ضرورة تقديم دعم شامل للكتّاب المبتدئين عبر ورش عمل متخصصة، وبرامج دعم فني، بهدف تحسين مهاراتهم، وتمكينهم من إيصال رؤاهم الفنية إلى الشاشة. كما تطرق بلغيث الذي فاز مؤخرا بجائزة في فن السيناريو، لأهمية الدعم المادي والمعنوي لتطوير الصناعة السينمائية في الجزائر، معبراً عن عزمه على المضيّ قدمًا في تقديم أعمال تساهم في إثراء المشهد الثقافي والسينمائي المحلي. ❊ تحصّلت على جائزة في مسابقة عربية عن سيناريو "أمل من تحت الرماد"، حدثنا عنها؟ ❊ إن تتويجي بالمرتبة الثالثة في مسابقة أوسكار المبدعين العرب الأدبية بجمهورية مصر العربية لسنة 2025، عن سيناريو فيلمي القصير "أمل من تحت الرماد" في فئة السيناريو والحوار القصير، يمثّل إنجازاً شخصياً بالغ الأهمية. هذا العمل الذي ينتمي إلى نوع الدراما الاجتماعية، يروي قصة كاتب سيناريو واجه رفضاً متكرراً من المنتجين حتى وصل به اليأس إلى حرق جميع سيناريوهاته. لكن شغفه بالإبداع لم يخمد، فنهض من تحت الرماد، مصمما على تحقيق حلمه، ومواصلًا العمل بجد وإصرار، متغلباً على كل الصعاب، حتى حقق النجاح في النهاية، مُثبتا أن الأمل والإصرار هما مفتاح الانتصار. ❊ يمثل هذا التتويج تحديا بالنسبة لك لمواصلة الدرب، أليس كذلك؟ ❊ صحيح. إنّ هذا التتويج بمثابة حافز لي لمواصلة الكتابة والإبداع في مجال السيناريو والسينما، وتقديم أعمال فنية إبداعية. وسأظل وفيا لفن كتابة السيناريو مهما تعرّضت لضغوطات. كما سأستمر في السعي نحو تقديم أعمال فنية، تساهم في إثراء المشهد الثقافي والسينمائي. ❊ بدأت مسيرتك الكتابية بفن السيناريو، هل جُسد بعضها في أفلام ومسلسلات؟ ❊ فعلا بدأت بفن السيناريو. وكتبت عدة سيناريوهات لأفلام قصيرة، بعضها حظي بالتتويج في مسابقات فنية وأدبية، بينما لايزال البعض الآخر في مرحلة التطوير، وإعادة الكتابة؛ سعيا للوصول إلى أفضل صورة ممكنة. ثم اتجهت نحو فن القصة القصيرة، ونشرت قصصا قصيرة في جريدة "أوروك الأدبي" الصادرة عن وزارة الثقافة العراقية، حيث اكتشفت عوالم سردية مكثفة وموجزة. وفي ظل التحديات التي يفرضها قطاع الإنتاج الفني والسينمائي خاصة في ما يتعلق بهيمنة بعض المنتجين والممولين، فإننا نأمل أن تتاح الفرصة لأعمالنا بما تحمله من أفكار ورؤى فنية، بأن ترى النور، وتصل إلى الجمهور الكريم. ❊ ما قراءتك لواقع فن السيناريو في الجزائر؟ ❊ يعاني فن السيناريو في الجزائر من تهميش يحد من إمكاناته الإبداعية، ما يستدعي ضرورة ملحّة لتوفير دعم شامل، يهدف إلى تطويره وتمكينه. ويتطلب ذلك تخصيص مبادرات نوعية تستهدف على وجه الخصوص، دعم كتّاب السيناريو في أولى خطواتهم الإبداعية، من خلال توفير ورشات عمل متخصصة، وبرامج إقامة فنية، ومِنح كتابة سيناريو. والأهم من ذلك تيسير سُبل تواصلهم الفعال والمباشر مع شركات الإنتاج الفني، بما يضمن تحويل أفكارهم ورؤاهم إلى أعمال سينمائية، تساهم في إثراء المشهد الثقافي الجزائري، وتعكس تنوّعه وثراءه. ❊ ماذا عن الدعم المادي والمعنوي؟ ❊ أكيد يحتاج كتّاب السيناريو الجزائريون إلى دعم متعدّد الأوجه؛ لتمكينهم من تطوير مهاراتهم، والمساهمة، بفعالية، في المشهد الفني؛ فهم بحاجة ماسة إلى فرص للتكوين المستمر، وورشات عمل متخصصة لتعزيز قدراتهم في الكتابة الدرامية، وبناء الشخصيات، وصياغة الحوارات، وفهم تقنيات السرد السينمائي الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الوضع الحالي توفير منصات احترافية لعرض وتقييم نصوصهم، وربطهم بمنتجين، وصنّاع قرار لدفع عجلة الإنتاج. كما إن الدعم المادي والمعنوي وتقدير حقوق الملكية الفكرية وتوفير بيئة عمل محفزة للإبداع، كلها عوامل ضرورية لازدهار فن كتابة السيناريو في الجزائر.