برز استعمال شبكتي التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر بشكل لافت خلال وغداة أحداث العنف الأخيرة التي هزت الجزائر، وهذه المرة برزت مجموعات جديدة تؤيد النظام الحالي وتثمن قرارات الرئيس التي دعا من خلالها إلى رفع حالة الطوارئ، كما دعت نفس المجموعة عبر موقع الفايسبوك، إلى عدم تحريك الشارع وعدم الاستجابة إلى دعوة التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية في تنظيم مسيرة يوم 12 فيفري. وفي نفس الوقت الذي يشهد الحضور القوي للشباب في ظاهرة اعتبرها مراقبون بمثابة إعلام شبابي بديل بات يحظى برواج كبير،تخالف هذه الأفكار الجديدة العديد من المجموعات التي أنشأت بداية السنة، تدعو إلى التغيير،وباتت المواقع في بحر الانترنت ساحات للنقاش، بين الذين يدعون لإزالة قيود الحقوق والحريات،الذين يؤكدون أن الفساد عمّ في الجزائر وأن النظام يريد أن يقضي على كل من يعارضه في صمت. وبين مجموعة «لا تمس بلادي» التي تدعو إلى وقف النزيف الاجتماعي، الذي قد يؤدي إلى انفجار ذو نتائج وخيمة تضر بلادنا واعتبروا أن الضغط يولد الانفجار،مذكرين بالأحداث التي شهدتها الجزائر نهاية الثمانينات و بداية التسعينات، والتي أثرت في أمن الجزائر واستقرارها،التي تحاول حتى اليوم استعادة ثباتها. ويقول العديد من رواد الفايسبوك ، أنّ الشبكات الاجتماعية مكنتهم من التواصل بشكل ديناميكي سريع ومكثف، وسمح ليس فقط بتناقل أخبار ما يجري، بل تعداه إلى مستوى فتح نقاشات عفوية بين مختلف ألوان الطيف المحلي من طلبة ورجال الفكر والأدب والإعلام، وحتى عموم الموظفين والبسطاء. وفي سياق التعريف بأفكارهم وإبرازها، أخذت استعمالات الشباب الجزائريّ للفايسبوك ، طابعا حضاريا رُفع معها شعار كبير «نعم للاحتجاج.. لا للتخريب»،فيما تدعوا شعارات أخرى إلى عدم التجمهر و التظاهر. وقد بنى حراك ال «فايسبوكيون» الطريق أمام تصنيع جسور بوسعها تكريس ثقافة التغيير الإيجابي في صفوف الرأي العام ، ما جعل الظاهرة تتنامى وتدفع شرائح عديدة من المجتمع للتفاعل مع ما بات يعرف ب»الإعلام الشبابي البديل»، كما يتوقع المراقبون أن يتحول الفايسبوكيون مثلا أو التويتريون إلى قوة اجتماعية ضاغطة، ستبرز أكثر في مختلف المحطات القادمة التي ستدركها الجزائر خلال قادم السنوات. طالب فيصل