كذبت حركة مجتمع السلم، أمس، دعوتها المواطنين للثورة والاحتجاج، ونفت نفيا قاطعا أن تكون وراء ترويجها لأفكار تحريضية من هذا القبيل، معلنة براءتها من كل ما ينشر على موقع “الفايسبوك” باسم رئيسه، أبو جرة سلطاني، وقالت إن الأخبار الموجودة على هذا الموقع الإلكتروني يروجها بعض منتحلي صفة رئيس الحركة، ووضعت الرابط الذي يمكن الزوار والمهتمين من الاطلاع عليه، تفاديا للدخول في مغالطات وتجنبا للوقع في فخ تضليل الشخص الذي قام بهذا الفعل. وجاء تكذيب حمس لهذه الأخبار في الصفحة الرئيسية لموقعها الالكتروني، بعد تفاجئها بوجود شخص ينتحل صفة أبو جرة سلطاني على “الفايسبوك”، بترويجه لأفكار تخالف تماما موقف الحركة من الاحتجاجات والوضع الراهن، وقالت في تكذيبها “طالعنا على موقع “الفايسبوك” أخبارا تحريضية يروجها بعض منتحلي صفة رئيس الحركة تحرّض على الثورة والاحتجاج، والحركة تكذب هذه الإشاعات جملة وتفصيلا، وتنفي مسؤوليتها عن كل ما يصدر في أي موقع إلكتروني، ولا تتحمل أية مسؤولية عما ينشر، إلا ما يصدر على موقعها الرسمي”. وأوضح محمد جمعة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام في الحركة، في تصريح ل “الفجر”، أن الذي انتحل صفة أبو جرة “يصطاد في المياه العكرة، وأنه لا يملك الشجاعة لمواجهة مواقفها”، مشيرا إلى أن الحركة لا تتهم أي طرف مادامت لا تملك المعطيات اللازمة لذلك، فلا “يمكنها الدخول لتخمينات” يضيف المسؤول، غير مستبعد التطرق لهذه الحادثة في اجتماع المكتب الوطني الذي سيعقد غدا لتقييم “مبادرة دعم الاستقرار الوطني”، لإزالة الاحتقان الراهن، خاصة وأن هذا الترويج يهدف الى ضرب الحركة والتشكيك في مواقفها تجاه التطورات التي تعرفها الساحة الوطنية. ومن بين ما يقوله منتحل صفة أبو جرة سلطاني على موقع “الفايسبوك”، الذي يضع فيه صورة للشيخ: “إن حالة الطوارئ أصبحت لا معنى لها، ومع ذلك مازالت الإدارة تتبجح بالوضع الأمني كلما تعلق الأمر بتنظيم نشاط في الفضاءات المفتوحة، صحيح أن حركة مجتمع السلم نظمت تجمعات في ملاعب كرة القدم، وعبرت عن قناعاتها بحرية، ولكن هذا لا يكفي بالنسبة لدولة مثل الجزائر”، وهو كلام يختلف تماما مع خطاب أبو جرة، ولا يناسب موقف الحركة من حالة الطوارئ، ولا موقفها من تنظيم المسيرات أو الاحتجاجات في الشارع. وتمكن هذا الشخص من تضليل مشتركي “الفايسبوك” من خلال عرضه لمختلف النشاطات التي تقوم بها الحركة، خاصة وأنه تطرق إلى مبادرتها الأخيرة، لعدم الاستقرار في البلاد، وهو ما سمح له بالتمادي وتطوير النقاش مع عدد من الأشخاص، محرفا مواقف حركة مجتمع السلم، إلى حد يظهر فيه أبو جرة وكأنه انقلب على النظام وعلى مواقف التحالف الرئاسي ودخل صف الأحزاب المحرضة على تأجيج الشارع، وتأليب المواطنين ضد النظام القائم. ولا يستبعد أن يكون الغرض من انتحال صفة أبو جرة على “الفايسبوك” في هذا الظرف بالذات هو إفشال المبادرة السليمة للحركة والسعي إلى إنجاح المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، على حساب حمس، من خلال تجنيد المواطنين للالتحاق بالشارع يوم 12 فيفري المقبل، على لسان أبو جرة سلطاني وعبر “الفايسبوك”، لما يلقاه من رواج وتجاوب كبير بين الشباب والمواطنين على اختلاف مستوياتهم العمرية والثقافية.