لكن كل ما أتذكره هو أنني ارتميت في البحر قبل وقوع الاصطدام وبعد حوالي دقيقتين سمعت ضربة قوية فوجدت نفسي أسبح تحت سطح السفينة ..لم أستطع التنفس وخرجت بصعوبة كبيرة إلى أن وجدت صديقي رابح جثة تطفو على سطح البحر اعتقدت أن الجميع ماتوا لكني سمعت صوت لطفي ومحمد الشريف أما «صياد الشريف» فلم أره لقد اختفى وغاب عن الأنظار رغم أننا كنا قرابة الساعتين ننتظر قدوم أحد لمساعدتنا. الريس عزيز «قائد قارب صافية « لآخر ساعة أحد الصيادة تمكن من إنقاذنا على مقربة من رأس الحمراء قال الريس قائد قارب «صافية» لآخر ساعة لقد خرجنا كعادتنا في رحلة صيد على الساعة التاسعة ليلا كما اعتدنا دائما ...كان عددنا سبعة على متن قارب صيد تبعه آخر ذو حجم متوسط نستعمله دائما في حالات الطوارئ وعندما اقترب الصباح وبالضبط في حدود الخامسة سمعت أحد الصيادة يناديني بصوت عال بينما كنت أنا في غفلة نائما وفجأة صحوت على منظر سفينة ضخمة كانت تحمل علم باناما على بعد 150 مترا تقريبا من مكان تواجدنا فأخذت أحاول جاهدا الهروب بالقارب لتجنب الاصطدام لكن لم ينفع ذلك لأن سرعة الباخرة كانت أقوى فوقع الارتطام وكم كان قويا... فجأة وجدت نفسي غارقا في مياه البحر والكل يصرخ النجدة !! لكن لا حياة لمن تنادي ... لقد شربت كثيرا ولم أقو على الصمود أمام برودة المياه إلى أن قام اثنان من البحارة اللذين نجيا من الحادثة من إنقاذي والحمد لله. لقد استعملنا القارب الصغير الذي كان معنا لبلوغ رأس الحمراء أين تمكن أحد الصيادة من إنقاذنا. بقينا نصارع الأمواج تحت برودة شديدة كان هادئا جدا وهو يروي تفاصيل الحادثة لطفي بضياف صاحب 25 سنة من منطقة الصرول بالبوني هو أحد ضحايا السفينة يقول «لقد كنت أول من رأى السفينة وهي تقترب منا أصبت برعب شديد وأيقنت في لحظة ما أننا سنموت لقد كان المنظر مهولا إنها باخرة ضخمة ولولا لطف الله بنا لكنا جميعا في عداد الموتى...عندما وجدت أنه لا مخرج من المأزق الذي وقعنا فيه خاصة وأن السفينة كانت قريبة جدا منا رميت بنفسي في عرض البحر وبقيت أسبح وأصارع الأمواج تحت برودة شديدة إلى أن تمكنت من الوصول على القارب الصغير الذي كان معنا ونجوت بحمد الله وبعدها بحوالي ساعة رأيت الريس هو الآخر في حالة حرجة يطفو على سطح الماء. في الوهلة الأولى اعتقدت أنه ميت لكنه كان تعبا جدا فقمت أنا وصديقي حوسين بنقله إلى القارب الصغير بصعوبة كبيرة لقد كنا نرتجف من شدة البرد.... جميلة معيزي