استاء عدد كبير من مواطني مدينة قسنطينة من غياب مساحات للترفيه عن النفس هذا بالرغم من أن الحدائق والمساحات العمومية تكتسي أهمية كبيرة بالمحيط العمراني سواء من الناحية الجمالية أو الصحية وحتى الاقتصادية. إلا أن معظم هذه الحدائق المتواجدة على مستوى الولاية مغلقة ولا تستقبل المواطنين رغم توفرها على مواصفات جيدة من حيث التهيئة مثل حديقة بيروت بسيدي مبروك وبوجنانة بسيدي مسيد، وهذا لغياب الحراسة ونقص اليد العاملة ما جعلها عرضة للعوامل الطبيعية من جهة والتخريب من قبل المواطن من جهة أخرى، وبالتالي أصبحت وكرا للفساد والتخريب وبهذا يرجو المواطنون الذين قابلناهم من السلطات المعنية إعادة الحدائق العمومية المهيأة وتوفير الحراسة وتزويدها بالمرافق الخدماتية وإنشاء مصلحة وجهاز تسيير في كل بلدية مهمتها انجاز وصيانة وترقية الحدائق والمساحات الخضراء، كما يمكننا القول أن مسؤولية المواطن في تنمية وتطوير مدينة لاتقل في شيء عن مهمة الهيآت المختصة لأن المسؤولية مشتركة بين المواطن والإدارة تستدعي تظافر الجهود لإيجاد حل لهذه المشاكل.و لعل أهم هذه الحدائق التي يتمنى المواطن القسنطيني استرجاعها تلك المصممة تحت الجسور المعلقة، غير أن المواطن القسنطيني لم يعد يجد من هذه الفضاءات الساحرة سوى هياكل تطبعها اللامبالاة و الإهمال بعد أن تحولت إلى أوكار للمنحرفين الذين حرموا العائلات من متعة التجول و الاستجمام، هذه الحدائق جعلت الشعراء يتغنون بها و اختاروا لها اسم مدينة «الهوى والهواء» أو «مدينة السماء» كما يحلو لنزار قباني تسميته لها في زيارته لقسنطينة نظرا للطافة جوها، وكثرة بساتينها و حدائقها التي فتنت الكثيرين و ألهمت الكتاب والمؤرخين والرحالة كحديقة، «قسوم محمد» المعروفة بسكوار قامبيطة، التي لا زالت تثير الإعجاب لجمالها وكثافة أشجارها و روعة التماثيل المزينة لها كتمثال النحات الفرنسي المعروف «إيجين ليون لوست« و غيرها من الحدائق العمومية التي كانت تفتن الأنظار من بعيد ن.كشرود