شهد الطريق الوطني رقم (27) الرابط بين جيجل وقسنطينة وبالضبط بمنطقة «حمام بني هارون» الواقعة على الحدود بين ولايتي جيجل وميلة ليلة أمس الأول أحداثا دامية بين أنصار فريق شباب جيجل وأصحاب المطاعم الموجودة بالمنطقة المذكورة وهي الأحداث التي أسفرت عن إصابة العشرات من الأشخاص بجروح خطيرة وتدمير العديد من السيارات .وبحسب مصادر «آخر ساعة» فان الأحداث المذكورة والتي انطلقت في حدود الساعة السادسة والنصف مساء اندلعت شرارتها الأولى بسبب غزو بعض محبي فريق شباب جيجل للمطعم الذي كان يتناول فيه لاعبو النمرة وجبة العشاء في محاولة للحصول على الطعام والماء مجانا قبل أن يتسرب أنصار آخرون الى محلات أخرى لنفس الغرض وهو مالم يرق أصحاب هذه المطاعم الذين دخلوا في مشادات عنيفة مع هؤلاء الأنصار في محاولة للدفاع عن ممتلكاتهم لتنطلق المعركة الحقيقية بين الطرفين والتي أستعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء وكذا المواد الصلبة وهي المعركة التي سقط فيها العشرات من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة خاصة من أنصار فريق جيجل الذي تحدثت بعض المصادر عن فقدان أحدهم لإحدى عينيه بسبب تلقيه لضربة قوية على مستوى الرأس ، ورغم تدخل وحدات الدرك التي قدمت من كل من منطقتي سيدي معروف بجيجل وكذا القرارم بميلة إلا أن هذه الوحدات عجزت عن التحكم في الوضع خاصة بعد انضمام مجموعات أخرى مساندة لأصحاب مطاعم بني هارون الى المعركة وشروعها في توقيف السيارات التي تحمل ترقيم ولاية جيجل والإعتداء على أصحابها وهو مايفسر العدد المرتفع للسيارات التي تم تكسيرها في هذه الأحداث الدامية التي لم تعرف لها منطقة بني هارون مثيلا من قبل والتي أصابت الكثيرين بالإغماء من هول المشاهد التي وقعت عليها أعينهم ومن بينهم بعض لاعبي شباب جيجل الذين تم تهريبهم الى حافلة الفريق بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين بالمطعم الذي كانوا يتناولون به عشاءهم ولو أن حافلة الفريق الجيجلي تعرضت بدورها لخسائر مادية كبيرة جراء الحجارة التي تهاطلت عليها قبل مغادرتها لمكان المعركة .هذا وقد ظل الطريق الوطني رقم (27) مغلقا أمام حركة المرور الى غاية ساعة متأخرة من ليلة الجمعة بسبب تواصل المشادات بين أصحاب المطاعم وكذا أنصار النمرة الذين نقل عدد كبير منهم الى كل من مستشفى ميلة والميلية بغرض تلقي العلاج فيما اضطر الكثير من المسافرين الذين كانوا في طريقهم الى كل من جيجل وقسنطينة الى الهروب من هذا الجحيم عبر بعض المسالك الأخرى وذلك من خلال سلكهم لطريقي الشيقارة وحمالة فيما اضطر آخرون الى العودة من حيث أتوا بعدما تعذر عليهم إيجاد طرق يسلكونها خاصة في ظل حالة الذعر والخوف التي تملكت هؤلاء المسافرين .هذا وعلمنا صبيحة أمس بأن مصالح الأمن قد ألقت القبض على العديد من المتورطين في هذه الأحداث الدامية والتي شغلت بال الكثير من الأسر الجيجلية التي ظلت تسأل عن مصير أبنائها الذين رافقوا النمرة إلى ميلة بغرض تشجيعها في مواجهة الدور الجهوي الأخير من الكأس ضد شباب عين فكرون بدليل تنقل أفراد من هذه العائلات إلى غاية مسرح الأحداث في محاولة للإطمئنان عن هؤلاء الأبناء خاصة في ظل الأخبار المفجعة والمتضاربة التي كانت تصلها بين الفينة والأخرى م.مسعود