عرض عشية أمس بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي لعنابة مسرحية إمرأة من ورق المقتبسة عن النص الروائي أنثى السراب لكاتبها واسيني الأعرج بقلم الفنان المبدع مراد سنوسي و آداء الممثلتين ليديا لعريبي في دور يمينة ورجاء هواري في دور مريم الفها موسيقيا صالح سامعي واخرجتها على الخشبة السيدة صونيا بمساعدة ليندة سلام وسينوغرافيا الفنان يحي بن عمارهذاواستمتعت الصحافة الثقافية المحلية بالعرض الخاص للمسرحية التي اعتبرت بمثابة تكريم لوجوه فنية ومسرحية من جيل المغتالين على يد الارهاب الغاشم حيث كشف العرض تاريخ مطوي في صفحات رمادية باح بها واسيني لقرائه وسرد فيها وقائع من تاريخ حياتهم وعلاقتهم بالفن سواء المسرحي أو التشكيلي أو الادبي وذلك من خلال اشتغاله على قصة كاتب يخلق شخصية خيالية يريد أن يجعل منها بطلة أعماله وبصمة في اسلوبه يختصر من خلالها رموزا خاصة به ويطلب من زوجتهاعطاؤها إسما فتختار اسم مريم...وهكذا ومع مرور ربع قرن من الزمن تتحول هذه الشخصية الورقية الى إمراة تسكن هواجس زوجته يمينة ومن هنا يبدأ الصراع بين الانثتين يتأتى في سردية حوارية متكاملة مليئة بالالم والقلق والخوف والبكاء وأيضا بالشراكة في تاريخ الكاتب الزوج أب الابناء وصديق نخبة من الفنانين المغتالين ..لعل واسيني من خلال مقتبس الرواية مراد سنوسي أراد وبشكل جاد إعادة الحياة من خلال تكريم هؤلاء ورسم ملامحهم مرة اخرى خارج جغرافيا النسيا ن ..وهو ما فلح فيه طاقم العرض المسرحي ..وإثر ذلك أكدت المخرجة صونيا في ندوة صحفية عقدت بعد العرض الذي دام ساعة كاملة ان المسرحية بحاجة لقراءة جديدة لجيل من المثقفين الذين رحلوا ومسرحة الحقيقة وجعلها في متناول المشاهدة سيما للاجيال الجديدة الذين هم بحاجة لمعرفة ضحايا الجزائر من زبدة الفنانين والكتاب والمسرحيين والصحفيين على غرار عبد القادر علولة وكاتب ياسين ومحمد أسياخم وغيرهم من جهته أكد مقتبس الرواية أن الاشتغال على الادب الجزائري ليس سهلا ولكنه ممتعا بالنظر الى ثقب الحقيقة وكشفها للمتلقي كما اشار لسعادته بالتعامل مع مسرح عنابة ومديرته الممثلة والمخرجة صونيا التي إختارت بدورها طاقما شبانيا لنقل رسالتهم المشتركة للاجيال الجديدة يذكر أن العرض الشرفي يقدم غدا الخميس مساءا بنفس الفضاء .