كشفت مصادر رسمية مسؤولة من الإتحادية الجزائرية لكرة القدم أن هيئة روراوة سيفتح تحقيقا موسعا في قضية وفاة لاعب جمعية الخروب حمزة بوناب، الذي وافته المنية السبت في إحدى مباريات مابين الأحياء. وتعرض بوناب إلى نوبة قلبية مفاجئة أثناء مشاركته في مباراة مابين الأحياء بمدينة الخروب ، توفي على إثرها مباشرة، ما فتح الكثير من التأويلات على إمكانية معاناته من مرض في قلبه لم يتم تحديده من قبل.وجاءت وفاة لاعب فريق جمعية الخروب حمزة بوناب إثر سكتة قلبية لتعيد إلى الواجهة، أسماء العديد من اللاعبين الجزائريين الذين قطفهم الموت المفاجئ، وهم في ريعان الشباب، على غرار لاعب شبيبة بجاية حسان لحمر، ڤايد قصبة لاعب ترجي مستغانم، وموسى بن عزوز لاعب نادي بارادو. حيث أصبح الموت المفاجىء يشكل مصدر رعب وقلق للاعبين، وكل الأسرة الرياضية سواء في الجزائر أو مختلف بلدان العالم، بعد أن تحوّلت ممارسة الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص إلى هاجس يحيّر الأطباء والمتخصصين، في الوقت الذي يشهد زيادة نسبة وفاة لاعبي الكرة داخل المستطيل الأخضر، حيث تشهد الملاعب العالمية والعربية تفشي هذه الظاهرة بشكل يثير التساؤلات. ودفع «موت الفجأة» لدى اللاعبين، الاتحادية الدولية لكرة القدم بمطالبة الدول الأعضاء بها إجراء فحوصات دقيقة على قلوب اللاعبين، من أجل التأكد من سلامتهم وقدرتهم على ممارسة الرياضة بشكل طبيعي، وتجسد ذلك في الجزائر الموسم الماضي، بعد أن أجبرت الرابطة المحترفة كل الأندية المنضوية تحت لوائها على إرفاق نسخة من الملف الطبي لكل اللاعبين، مقابل تسليمهم الإجازات التي تتيح لهم ممارسة نشاطهم وهو القرار الذي تم تعميمه على الرياضات الأخرى. وكان الدكتور ياسين زرقيني، عضو اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي لكرة القدم، قد أكد أن رابطات كرة القدم، تتحمل مسؤولية وفاة العديد من اللاعبين على ملاعب كرة القدم الجزائرية، موضحا «رابطات تنظيم المنافسة تتحمل جزء كبير من المسؤولية في وفاة اللاعبين، لأنها تمنح إجازات للاعبين دون إجبارية الحصول على الملفات الطبية« وأكد زرقيني أن عدم اكتشاف مشاكل الكثير من اللاعبين على مستوى القلب، يؤدي إلى مضاعفات مع مرور الوقت ما يسير بهم إلى الموت. من جانبه حدد الدكتور مجدي جراح القلب العالمي أن الأسباب التي تؤدي لحالات الموت المفاجئ في ملاعب كرة القدم والتي لا تتعدي نسبتها 10 بالمئة من كل 300 ألف، ترجع إلى تضخم عضلة القلب، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالشرايين والأوردة المتصلة بالقلب وبنسبة أقل أسباب متعلقة بحالات وراثية، وقد تناول الدكتور هذا البحث منذ 3 سنوات تقريبا وطرح القضية بأسلوب علمي، مؤكدا أن المشكلة الرئيسية تكمن في سوء التشخيص وعدم اكتشاف المرض منذ الصغر والذي عادة ما يولد به الشخص في معظم الحالات. المجهودات الكبيرة التي تفوق طاقة اللاعب قد تعرضه للخطر من جانب آخر أرجع البعض سبب تزايد وفيات اللاعبين على أرضية الملعب الى ما أصبحت تكتسيه كرة القدم والرياضة عامة من صبغة تجارية، تدفع الممارسين إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل بلوغ المال والنجاح، في بطولات احترافية قوية تحتدم فيها المنافسة بشدة بين أكبر النجوم، و هو ما يدفع اللاعبين أحيانا إلى بذل جهود فوق طاقة قلوبهم وهو ما يعرضهم للخطر.