أعادت حالة إغماء اللاعب باتريس موامبا لاعب نادي بولتون الإنجليزي -وخضوعه لحد الساعة إلى العناية المركزة -إلى الأذهان القضية الخطيرة التي أثارثها الفيفا منذ سنوات حول الرقابة الطبية وضرورة الفحص الدقيق لحالات اللاعبين في أي بطولة من البطولات.. فقد جاء قرار الفيفا بضرورة فرض فحوص وقائية إجبارية على قلوب اللاعبين المشاركين في جميع البطولات الدولية بعد تفاقم ظاهرة الموت المفاجئ الذي بات يفاجئ ما يقارب الألف رياضي في السنة، حسب تقرير للاتحادية الدولية لكرة القدم "فيفا" منذ أربع سنوات، وبالرغم من أن مسألة المراقبة والفحوصات هي سارية المفعول في أغلب النوادي المحترفة وخاصة الكبرى منها، إلا أنه لا تزال هذه المسألة تؤرق المتتبعين فضلا عن اللاعبين أنفسهم، و يبقى أن إرادة الله فوق كل شيء وتبقى أعمار اللاعبين أو غيرهم تبعا لأقدارهم رغم كل شيء، لكن بطرحنا ل هذه القضية نؤكد أن الوقاية أولى من العلاج، ومعرفة الأسباب ليست منازعة لأقداره سبحانه. تقارير طبية تؤكد أن الأمراض القلبية هي السبب أرجعت تقارير طبية وبحوث دقيقة أن أغلب حالات وفيات اللاعبين على أرضيات الملاعب تعود إلى مجموعة من العوامل، أهمها الأمراض القلبية التي تشكل حوالي 95 بالمائة من الحالات، ولهذا بدأ التفكير الجاد من "الفيفا" بفرض فحوصات إجبارية على قلوب اللاعبين الذين سيشاركون في كافة البطولات الدولية لكن ما عايشه المحيط الكروي العالمي من أحداث وفيات بعض اللاعبين على غرار نجم الأهلي المصري الشاب محمد عبد الوهاب وقبله لاعب إشبيلية بويرتا صاحب ال 22 سنة وقائمة طويلة ضمت مارك فيفيان فوي لاعب الكامرون و الجزائري عبد الكريم قصبا والمجري فيكلوس فيهر و البرتغالي هوجو كونيا والبرازيلي كريستان جونيور داليما إلى جانب اللاعب التونسي الهادي بن رخيصة الذي توفي سنة 1995. مجدي يعقوب :" تضخم القلب هو سبب الموت المفاجئ للاعبين" من جانبه حدد الدكتور مجدي جراح القلب العالمي أن الأسباب التي تؤدي لحالات الموت المفاجئ في ملاعب كرة القدم والتي لا تتعدي نسبتها 10بالمائة من كل 300 ألف، وأغلب الحالات ترجع إلى تضخم عضلة القلب، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالشرايين والأوردة المتصلة بالقلب وبنسبة أقل أسباب متعلقة بحالات وراثية، وقد تناول الدكتور هذا البحث منذ 3 سنوات تقريبا، وطرح القضية بأسلوب علمي، مؤكدا أن المشكلة الرئيسية تكمن في سوء التشخيص وعدم اكتشاف المرض منذ الصغر، والذي عادة ما يولد به الشخص في معظم الحالات. المجهودات الكبيرة التي تفوق طاقة اللاعب قد تعرضه للخطر من جانب آخر أرجع البعض سبب تزايد وفيات اللاعبين على أرضية الملعب الى ما أصبحت تكتسيه كرة القدم والرياضة عامة من صبغة تجارية، تدفع الممارسين إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل بلوغ المال والنجاح، في بطولات احترافية قوية تحتدم فيها المنافسة بشدة بين أكبر النجوم، و هو ما يدفع اللاعبين أحيانا إلى بذل جهود فوق طاقة قلوبهم، وهو ما يعرضهم للخطر.