أتى- لحظات قبيل موعد الإفطار ليوم أول أمس- حريق مهول على ما لا يقل عن 90 محلا و طاولة تجارية لبيع الملابس الجاهزة والأحذية وذلك بالنفق الأرضي المعروف ب « السوتيران» في ظروف لا تزال لحد كتابة هاته الأسطر غامضة، حيث استنفرت ألسنة النيران المتصاعدة من داخل النفق المتواجد بدوره بمحاذاة فندقي « ايبس و نوفوتيل» و كذا الأمن الحضري العاشر، رجال الإطفاء الذين هرعوا إلى عين المكان ، تفاديا لأية مضاعفات محتملة، خصوصا وأن المنطقة تعرف حركة كثيفة. و نظرا لتزايد النيران، لم يتمكن رجال الإطفاء من إخماد الأخير بشكل كلي مستعينين في ذلك ببعض المتطوعين و أرباب المحلات المجاورة و لكن دون جدوى بالرغم من أن موقع الحادث شهد حضورا مكثفا لعناصر الشرطة الذين طوقوا المنطقة حرصا على سلامة السلع والأشخاص على حد سواء. ومما زاد من قوة الحريق الذي خلف أضرارا مادية جدة معتبرة، احتواء معظم المحلات و الطاولات على مواد سريعة الاشتعال (علب كارتون ومواد بلاستيك و كهرومنزلية....)، الأمر الذي عجل بانتقال النيران إلى المحلات المجاورة التي حولت في غضون دقائق إلى رماد. وقد قامت مصالح الشرطة المختصة بفتح تحقيق في الموضوع لتحديد ملابسات هذا الحادث المريب الذي كبد أصحابه خسائر بالملايير على حد قول المتضررين. و إلى غاية جد الجديد، أرجحت نقاط التحريات الأولية سبب الحادث؛ إلى زيادة عالية التوتر في التيار الكهربائي ما أدى إلى نشوب شرارات نارية أسفرت عنها هذه المخلفات الكارثية، وعليه ألقى التجار كامل المسؤولية على عاتق شركة الغاز و الكهرباء (سونالغاز و كذا مصالح الحماية المدنية) ، حيث أكدوا من خلال تصريحاتهم « لأخر ساعة» أن المؤسسة الأولى لم تتمكن من احتواء مشكل الانقطاعات الكهربائية المتتالية رغم عديد الشكاوى التي تقدم بها هؤلاء دون رصد صدى، في حين اتهموا مصالح الإطفاء واصفين إياها بالمتقاعسة و المتماطلة مشيرين في كلامهم أنها هي الأخرى لم تعجل بالتدخل رغم قصر المسافة» المقدرة ب 700 متر» بينها و بين مكان وقوع الحادث ،حسب التجار. و أمام هذا الوضع هدد التجار بانتهاج سبل تصعيديه في حال عدم تعويضهم عن الخاسر التي طالتهم، متوعدين في ذات السياق بالخروج إلى الشارع و تحويل وسط مدينة قسنطينة إلى رماد تعبيرا منهم عن الغضب الذي يخالجهم.