وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، الى الجزائر في زيارة دولة تستمر 36 ساعة الهدف منها فتح صفحة جديدة في العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في استقبال الرئيس الفرنسي ورفيقته فاليري تريفيلير على ارض المطار.ويرافق هولاند وفد هو الأكبر الذي يغادر معه الى الخارج منذ توليه مهامه في ماي الفارط ويضم حوالى 200 شخص بينهم تسعة وزراء و12 مسؤولا سياسيا واربعون من رجال الاعمال وكتاب وفنانون وحوالى مئة صحافي.وقد تحادث أعضاء الوفدين الجزائري و الفرنسي بإقامة الدولة بزرالدة على هامش المباحثات التي جمعت بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و نظيره الفرنسي.و تخص هذه المحادثات عدة وزارات حيث تحادث الوزير المنتدب لدى وزارة الدفاع عبد المالك قنايزية مع وزير الدفاع الفرنسي السيد جون ايف لو دريان. و حضر هذا اللقاء السيدان محمد شريف عباس وزير المجاهدين و قادر عريف الوزير الفرنسي المنتدب لقدماء المحاربين. كما تحادث وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية من جهته مع نظيره الفرنسي مانويل فالس. و تحادث وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس.وحضر المقابلة عن الجانب الجزائري الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية و المغاربية عبد القادر مساهل و وزيرة الثقافة خليدة تومي و عن الجانب الفرنسي يسمينة بن قيقي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالفرنسيين في الخارج و الفرنكوفونية و أجرى وزير التجارة مصطفى بن بادة محادثات مع السيدة نيكول بريك وزيرة التجارة الخارجية بحضور وزير المالية كريم جودي. و من جهته تحادث وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ترقية الاستثمار شريف رحماني مع السيد آرنو مونتوبور وزير تقويم الإنتاج. و تحادث وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى مع نظيره ا ستيفان لو فول.وقبل ذلك اصطف امام مقر البرلمان، الميئات من المواطنين في استقبال الرئيس الفرنسي، كما جيئ بفرق فلكلورية من الجنوب الجزائرين مرتدية الحلي التقليدية وقماشات تلف رقبتها، تماما كما أنحرف بعض اطفال الكشافة الإسلامية، تحت تأثير اشعة الشمس، عن الضوابط التي تعلموها، فانفلتوا من الصفوف وهموا يلعبون على الرصيف وفي ايديهم أعلاما فرنسية جعلت ايديهم تتصبب عرقا فراحوا يوزعونها وآخرون فضلوا ، الأخضر و الأبيض و الأحمر وابقوه في أيديهم.ويراهن الرئيس الفرنسي على ما اسماه تعزيز أسس العلاقات المتميزة التي تجمع بين الجزائر و فرنسا من أجل ترقيتها إلى شراكة استراتيجية. و كما يرتقب أن تعطي هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة «دفعا جديدا» للعلاقات الثنائية من خلال «إطار عمل مهيكل حتى تتواصل الجهود وتتعزز«. و ترغب الجزائر التي تسعى الى اقامة شراكة «ذات منفعة متبادلة» مع فرنسا في تحويل تكنولوجي حقيقي و مرافقة اقتصادية و تكوين مواردها البشرية. و أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن العلاقات الإقتصادية بين البلدين ستسمح بإقامة علاقات «أكثر توازنا» في مجال التعاون بين البلدين.وأكد النائب و عمدة غرونوبل ميشال ديستو أنه من شأن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر أن تشكل فرصة لالقاء «نظرة متبصرة» على الماضي. معتبرا أن زيارة هولاند التي تصادف احياء الذكرى ال50 لاستقلال الجزائر من شأنها أن تشكل فرصة «لالقاء نظرة متبصرة على الماضي» و ارساء اسس «مستقبل مشترك» على الصعيدين الدبلوماسي و الاقتصادي. و بعد أن أكد على «الروابط القوية و القديمة» التي تجمع الجزائر و مدينة غرونوبل ذكر ديستو بأن هذه المدينة «احتضنت العديد من الجزائريين الذين ساهموا في ازدهارها و بعث حركيتها الاجتماعية و الاقتصادية«. وقد أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة محادثات على انفراد مع الرئيس الفرنسي بإقامة الدولة بزرالدة. وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس بوتفليقة ونظريه فرانسوا هولند يجوبان شارع زيغوت يوسف وسط أهازيج الفرق الموسيقية شب حريق في الطابق الثالث لمقر البريد المركزي بوسط الجزائر العاصمة ما احدث هلعا وسط المستقبلين و.واندلع الحريق الذي سارعت فرقة الحماية المدنية لإخماده، في كوابل الهاتف التابعة لشركة اتصالات الجزائر وأدى إلى توقف الاتصالات عبر الهاتف الثابت في الاحياء المجاورة، كما الهواتف النقالة وينتظر أن يلقي هولند اليوم، خطابا أمام غرفتي البرلمان كما سيتنقل إلى تلمسان حيث سيتم منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة أبوبكر بلقايد. كما سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات المتعلقة أساسا بالقطاعات الاقتصادية و الثقافية و التربوية. شعبيا، حظي الرئيس الفرنسي باستقبال شعبي بضعة ساعات بعد وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي و على مستوى مدخل شارع زيغود يوسف تلقى رئيس الدولة الفرنسي مفتاح مدينة الجزائر من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش كما تم إهداؤه إكليلا من الزهور خلال حفل رمزي بحضور والي الجزائر عدو محمد الكبير و اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى. و سلك الرئيس هولاند الطريق المؤدي إلى مقر المجلس الشعبي الوطني راجلا حيث حياه المواطنون. و يرافق الرئيس هولاند في زيارته وفد هام يضم أساسا وزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس و وزير الداخلية مانوال فال و وزير الدفاع جان إيف لو دريان و وزيرة التجارة الخارجية نيكول بريك و الجنرال بونوا بوغا قائد الاركان الخاص لهولاند و برلمانيين من الغرفتين (الجمعية الوطنية و مجلس الشيوخ).