صار طائر الحسون «المقنين» مهددا بالانقراض في الجزائر بصفة عامة وبولاية قسنطينة بصفة خاصة، بسبب انتشار ظاهرة تهريبه من الولايات الحدودية إلى دول مجاورة وبكميات كبيرة. وتسجل مختلف الأسواق وخاصة الأسبوعية بولاية قسنطينة تهافتا كبيرا على هذا النوع من الطيور وخاصة من الدول المجاورة على غرار تونس الشقيقة، إذ تقوم مجموعات من الشباب التونسيون بالتجوال في الأسواق ومنه شراء كميات معتبرة من المقنين وبأسعار رخيصة مقارنة مع قيمته الحقيقية، وهذا بصدد تهريبها إلى بلدهم من قبل عصابات متخصصة، ويفرض المنطق والعقل التساؤل حول مكان الحجز وعن الأسباب التي سهلت لهؤلاء الشبكات العملية، والجواب المؤكد هو أن طائر «الحسون» تمت إبادته واقترفت في حقه مذبحة نتيجة الصيد العشوائي، بالرغم من وجود قانون يحميه واستغلاله في عمليات تهريب عبر الشريط الحدودي إلى تونس ومنه إلى بعض دول المشرق، ولم يعد له وجود في هذه الجهة، حيث نقصت أعداد الحسون بشكل مخيف ومثير وخطير يهدد بانقراضه في الجهة الشرقية بنسبة تفوق %85 أو أكثر، بسبب الصيد العشوائي وبسبب تهريبه. طائر الحسون الذي يعتبر من الطيور المحمية والمهددة بالانقراض بسبب تهريبها إلى البلدان المجاورة، خصصت له الدولة الجزائرية حماية حيث يقوم الدرك الوطني بحجز هذه الطيور وإطلاقها في الغابات مع تغريم المتاجرين والصيادين حيث تصل العقوبات إلى غاية السجن، وتقوم مجموعة من الأخصائيين ، بالتنسيق مع بعض الجمعيات بحملات تحسيسية منتظمة في إطار المحافظة على البيئة وقد برمجت لذلك العديد من الأنشطة قصد التوعية بالمجال البيئي والمحافظة عليه وتنظم حملات تحسيسية من أجل التوعية بضرورة الحفاظ على الطيور المهددة بالصيد العشوائي المفرط، خاصة طائر المقنين، الذي كان في الماضي القريب متواجد بغزارة كبيرة لكن همجية وجشع الصيادين الذين طوروا من وسائلهم التقليدية التي كانت تعتمد على اللصاق، و الحلفة ولا يتعدى عدد صيده في اليوم طائران أو ثلاثة، وبعدها تم ابتكار وسيلة أخرى تتمثل في الشراك ما يسمى «الشبكة»، التي تأسر في كل صيد ما يناهز ال30 طير من «الحسون»، فتكون خرجة الصياد في اليوم غنيمة 200 إلى 300 طير، وهي العملية التي ساهمت بشكل مباشر في انقراضه ، وبين هذا وذاك تطالب الكثير من الجمعيات بضرورة حماية الطيور وخصوصا تلك المهدَّدة بالانقراض، وذلك من خلال تطبيق القوانين التي تحميها وتردع أولئك الذين يساهمون في إتلاف المحيط البيئي وحيواناته من أجل الاغتناء السريع، وإقرار قانون يصنف «الحسون» ضمن الطيور المحمية، مع دعوة جميع الفعاليات الجمعوية والبيئية وكل المهتمين بشأن البيئة لتعبئة الجهود قصد حماية هذا الطائر من الانقراض ووضع المقاييس المتعارَف عليها عالميا لضمان استمرار صنفه.