كشفت مصادر متطابقة ليوميّة آخر ساعة أن صابونا مغشوشا روّج في الأسواق يؤدي استعماله إلى الإصابة بسرطان الجلد على المدى البعيد. حيث قامت آخر ساعة بالبحث عن مصدر هذا «الصابون المغربي» المصنوع في الجزائر وكيفية الغش في عمليّة تحضيره. رحلتنا بدأت من المعارض التجاريّة التي يكثر فيها بيع هذا النّوع من الصّابون وعند اقترابنا من أحد بائعيه لمعرفة كيفية تحضيره اكتفى بالإجابة بأنّ مادّة زيت الزيتون تعد من المواد الأساسية الدّاخلية في تركيبة هذا المنتج الذّي يتم صنعه بالمنازل ومن بين منافعه تبييض وترطيب البشرة وهو ما جعل الفتيات والسيّدات يتهافتن على اقتنائه أمّا عن بقية المواد الأخرى الداخلة في تركيبه فقد رفض البائع تقديم لنا أية معلومة مشيرا بأنّه سر المهنة وعندها توجّهنا نحو أصحاب محلاّت بيع الأعشاب بوسط المدينة والذين أجمعوا على توفر نوعين من هذا الصابون في الأسواق الأوّل عبارة عن بودرة معبأة في أكياس تخلط بالماء قبل استعمالها ويبيّن «الوسم» الخاص بها أي بطاقة المعلومات المتواجدة على غلاف المنتج بأنّه مصنّع بالمملكة المغربية ويتّم إستيراده من قبل شركات تنشط في ميدان التجميل تتواجد بولايات وهران والعاصمة وسطيف أمّا النوع الثاني منه فهو عبارة عن صابون يصنع بالجزائر تقليدا للصابون الشعبي الأكثر مبيعا في المغرب وكذلك دول الخليج والمعروف «بالصابون المغربي» le savon marocain« وهو عبارة عن مزيج من حجر «الصابون البلدي» أو ما يعرف بصابون حجر يضاف إليه كمّيات من أنواع الزيوت المختلفة كزيت اللوز وزيت الياسمين وزيت الزيتون وعصير الليمون والماء وأمام مكوّنات هذا الصّابون الغالية الثّمن استغربنا من سعر العلبة الواحدة الذي يقدّر ب 100 دج فقط علمنا أنّ تكلفة زيت الزيتون الدّاخلة في تصنيع علبة واحدة فقط تقدّر بحوالي 100 دج أي قيمة ربع لتر من أبخس أنواع زيت الزيتون سعرا وهو ما لم يستطع صاحب المحلّ الإجابة عنه وبعمليّة حسابيّة صغيرة تبين أنّ تكلفة هذه المواد الذي تحدث عنها صاحب المحل تعد أغلى من سعر العلبة الواحدة فكيف يتّم الربّح في هذه التّجارة إذن؟ خاصة وأن سعر قارورة زيت اللوز ب 60 دج وهو نفس الأمر بالنسبة لزيت الياسمين أما الصابون البلدي فسعره يصل إلى حدود 50 دج وهو ما يكشف أنّ أمرا غير طبيعيّ يحدث في صناعة هذا الصّابون وبعد عمليّة بحث متواصلة تمكنت آخر ساعة من اكتشاف هذا السّر من خلال إحدى المقربّات من صانعي هذا الصابون الذّي يجهّز داخل ورشات في المنازل نظرا لسهولة صنعه وتوفر المواد الدّاخلة في تركيبه لكنكم حتما ستحبسون أنفاسكم إذا ما علمتم أن زيت الزيتون يستبدل بزيت «القلي» للتقليل من تكاليف صنعه والحصول على ربح وفير خاصّة وأنّ هذا الزيّت يتم الحصول عليه بطرق سهلة وبالمجّان من المطاعم ومحلات الأكل السّريع وما يؤكدّ وجود أمر مشبوه في هذه الصّناعة هو عدم استعمال بطاقة وسم على هذا المنتوج ما يشير إلى تورّط فعلي لورشات سريّة تعمل في هذا الميدان خاصة وأنّها تكتفي بملء هذه المادّة في علب بلاستيكية لتروّج في السّوق إلى غاية هنا فقد تمكنّا من إزالة اللّثام عن عملية صنع هذا «الصابون المغربي» المغشوش لكن اصطدمنا بحقيقة عدم تسجيل أية حالة التهاب جلدي بل بالعكس فقد أثنت العديد من السيّدات على فعاليّة هذا الصابون الذّي جعل بشرتهن كالحرير من ثاني إستعمال على أقصى تقدير وأمام هذا التناقض إستشرنا أهل الاختصاص لفك هذا اللّغز الجديد. حيث صرّحت لنا طبيبة مختصّة أنّ زيت القلي السّاخن هو من يسبب تفاعلا التهابيا واضحا فور تفاعله مع الجلد إلاّ أنّه يفقد هذا التفاعل الإلتهابي الفوري في حالة احتكاكه مع الجلد باردا ليتحول إلى خطر صامت ومؤجل إلى المدى البعيد حيث تعمل السمّوم المتواجدة في هذا الزّيت على اختراق مسام الجلد بسهولة والدخول إلى الطبقات التحتيّة بينما تعمل لزوجة الزيت على تلميع البشرة وترطيبها في الوقت الذي تخزّن فيه «التوكسينات» السّموم تحت الطبقات الجلديّة لتنذر بخطر سرطان الجلد بعد مرور سنوات ولهذا وجب الإبتعاد عنه تماما والإكتفاء باستعمال المواد الآمنة لجمال ونضارة الوجه عقب استشارة الطبيب المختص وأمام هذه المعلومات التي جمعناها عن أكثر مواد التجميل «التقليدية» مبيعا واقتناء من طرف الفتيات والسيدات وخطورة استعمالها انتهت مهمتّنا لتنطلق مهمّة الجهات المعنية للتحقيق في هذه المنتوجات المشبوهة.