لم تجد ثلاثة شقيقات من حل للحيلولة دون انتشار فضيحة حمل شقيقتهن بطريقة غير شرعية سوى السعي لإجهاضها ، ليكتشفن بعدها أن الجنين اكتمل و إسقاطه صعب و رغم هذا منحنها دواء سرع عملية الولادة لتنجب فتاة أسكتن بكاءها خوفا من وصول صوتها للجيران و باقي أفراد العائلة الجريمة كشفها اتصال من مصلحة الولادة بمستشفى سيدي مزغيش لفرقة الدرك الوطني مفاده استقبال المصلحة لفتاة من تمالوس أنجبت لكنها لم تحضر المولود كما تعرضت لنزيف و تأثيرات جانبية لعملية ولادة غير صحية ، درك سيدي مزغيش اتصل بنظيره بتمالوس الذي قدم عناصره للمستشفى و استمعوا للفتاة التي كانت رفقة شقيقتها الكبرى البالغة من العمر 40 سنة، و صرحت الأخيرة للدرك أنها لما علمت بحمل شقيقتها بطريقة غير شرعية اتصلت بصيدلية بتمالوس و اشترت دواء غاليا مخصص للإجهاض للتخلص من الفضيحة و أعطتها حبتين ، وخلال الليل جاء المخاض الفتاة الحامل فاعتقدت أنها ستجهض لكن القدر شاء أن تنجب فتاة فاجأهم صراخها سيما وأن والديها و أشقاؤها نائمون بالغرفة المجاورة لتأخذ قطعة قماش و خنقتها بواسطته ثم استعانت بشقيقتيها الآخرتين من أجل دفنها خارجا ، و أدلت بمكان القبر ليحفره أفراد الدرك الذين نقلوا الجثة لمصلحة الطبيب الشرعي الأخير ذكر بتقريره أن الطفلة ولدت حية لكنها قتلت ،و على هذا الأساس توبعت الشقيقة الكبرى «ب .م» بتهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الأخت الثانية «ب. ر» البالغة من العمر 36سنة بتهمة المشاركة بجريمة القتل لكونها قامت بالدفن معها، أما الفتاة التي حملت «ب. ص» والشقيقة الرابعة «ب. ت» فحولتهما النيابة لشاهدتين. ووقفت الفتيات الأربعة أمام جنايات سكيكدة ، لتتراجعن عن التصريحات السابقة فالمتهمة الرئيسية و هي الشقيقة الكبرى قالت أن الطفلة ولدت ميتة ، لكن مواجهة القاضي لها بتقرير الطبيب الشرعي و تأكيده أنها ولدت حية جعلها تصرح أنها لم تقم بقتلها و انما شقيقتها قتلت ابنتها ، وتصريحاتها السابقة أمام الدرك و قاضي التحقيق لكونها كانت تحت تأثير الصدمة ، أما الشقيقتين فنفيتا علمهما بحمل شقيقتهما أو انجابها لكونهما كانتا نائمتين بالغرفة المجاورة ، و بالنسبة للفتاة سبب المشكلة فروت تفاصيل علاقة عاطفية مع شاب انتهت بممارسة الحرام و الحمل مؤكدة أن شقيقتها الكبرى منعتها من اخباره بحملها عندما قررت اعلامه ليتزوج بها و يتحمل غلطته ، لتقرر تحمل مسؤولية الجريمة بكونها قتلت ابنتها لحماية عائلتها من الفضيحة لكن رئيس الجلسة استبعد قدرتها على قتل الطفلة لمشاعر الأمومة التي تنتابها لحظة الولادة و لو كانت نتاج علاقة محرمة ، كما شكك في مقدرتها على حفر قبر وهي لم تنجب سوى منذ لحظات.و عقب المداولة القانونية قضت محكمة الجنايات بإدانة الشقيقة الكبرى بتهمة جناية القتل العمد مع سبق الإصرار لتحكم عليها بخمسة سنوات حبسا نافذا، وبرأت الثانية «ر» بعدما التمست النيابة سجنهما خمس سنوات لكل واحدة منهما.