سيكون ملعب «ويمبلي» الشهير بالعاصمة البريطانية بلندن، مساء اليوم قبلة لعشاق الكرة المستديرة في المعمورة، حيث سيجري نهائي الحلم من منافسة دوري أبطال أوروبا، والتي تجمع لأول مرة بين فريقين ألمانيين هما بايرن ميونيخ بطل ألمانيا ووصيفه بروسيا دورتموند، حيث تمثل مباراة اليوم ذروة المنافسة المحتدمة بين الفريقين في السنوات الأخيرة علما بأن آخر مواجهة سابقة بينهما انتهت بالتعادل 1-1 في الرابع من ماي الماضي وإن كان من الصعب وضعها كمقياس لما يمكن أن يحدث في المباراة النهائية لرابطة الأبطال.وتزايد الجدل في الفترة الماضية حول إمكانية احتكار البايرن ودورتموند للألقاب المحلية في ألمانيا مثلما فعل الريال وبرشلونة في إسبانيا منذ سنوات عديدة. ولكن الحقيقة أن ألمانيا لم تشهد ناديا حتى الآن نجح في الهيمنة على الألقاب المحلية لفترة طويلة مثلما فعل البايرن بفضل ثروته.و يتطلع بروسيا دورتموند الذي حقّق إنجازاً رائعاً عام 1997 بفوزه بلقب المنافسة للمرّة الأولى والأخيرة إثر تغلّبه على جوفنتوس الايطالي 3-1 شوطاً كبيراً بين الإفلاس، الذي طرق أبوابه عام 2005، ورحلته إلى ملعب «ويمبلي» حيث يواجه اليوم غريمه المحلّي بايرن ميونيخ في موقعة القمّة التي ستحدّد هوية من سيرفع كأس دوري أبطال أوروبا.و من المؤكّد أن الوضع الحالي للفريق الأصفر والأسود أصبح مختلفاً تماماً عما كان عليه عام 2005 حين كان تحت عبء الديون التي بلغت 120 مليون يورو ما هدّد مصيره في دوري الأضواء ووضعه على شفير تصفيته وإنزاله إلى الدرجات الدنيا، حيث أثمرت فلسفة الاعتماد على الشبان وتمكّن دورتموند من إحراز لقب الدوري مجدّداً عام 2011 للمرّة الأولى منذ 2002 ثمّ احتفظ به في الموسم التالي وأحرز أيضاً الكأس الألمانية في 2012، وصولاً إلى بلوغ نهائي دوري الأبطال للمرّة الثانية فقط في تاريخه بعد أن تخلّص في نصف النهائي من العملاق الإسباني ريال مدريد حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (9)، وتبقى أمامه عقبة غريمه بايرن، الذي جرّده من لقبي الدوري والكأس (أخرجه من رُبع النهائي)، وتمثل مباراة اليوم فرصة أخيرة لدورتموند بقيادة المدرب يورغن كلوب في إنقاذ موسمه بعد خسارته لقب الدوري الألماني الممتاز الذي أحرزه العامين الماضيين وأيضا خروجه من كأس ألمانيا.في الجهة المقابلة يسعى بايرن ميونيخ الألماني إلى تجاوز «لعنة» النهائيات، و التتويج باللقب الأوروبي الغالي، لكن يبدو أن جماهير النادي «البافاري» متخوّفة من تكرار سيناريو 2012 حين كان النادي قريباً من الثلاثية قبل أن يخرج في نهاية المطاف خالي الوفاض، حيث يأمل أنصار البايرن أن يكون لاعبوه قد تعلموا الدرس من خسارتهم نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في ثلاثة مواسم، إذ سبق أن خسروا نهائي 2010 أمام إنتر ميلان الإيطالي.وسيكون بايرن عازماً في مشاركته الثالثة في مباراة التتويج خلال أربعة مواسم والعاشرة في تاريخه على الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها من أجل إحراز اللقب القاري للمرّة الأولى منذ 2001 (على حساب فالنسيا الإسباني بركلات الترجيح) والخامسة في تاريخه (توّج به ثلاث مرات متتالية أعوام 1974 و1975 و1976 مع القيصر فرانتس بكنباور وغيرد مولر وأولي هونيس)، و يسعى المدرب هاينيكيس إلى تحقيق انجاز غير مسبوق في حال تمكن فريقه من خطف السيدة الكأس، وهو الذي خاض مع النادي البافاري موسماً استثنائياً سيبقى عالقاً في الأذهان لعقود قادمة، إذ نجح في قيادته إلى حسم اللقب الدوري للمرّة الثالثة والعشرين في تاريخه، محطماً في طريقه الكثير من الأرقام القياسية، بينها أفضل انطلاقة للموسم في تاريخ الدوري، وأول فريق يتوّج بلقب بطل الخريف بعد مرور 14 مرحلة فقط على الموسم، وأول فريق يتوّج باللقب قبل ست مراحل من نهاية الموسم، وأول فريق يحقق 29 انتصاراً في الموسم وصاحب أكبر عدد نقاط في موسم واحد (91 والرقم السابق 81 كان باسم بوروسيا دورتموند حققه الموسم الماضي)، وحطم بايرن أيضاً الرقم السابق (21 نقطة) من حيث الفارق في النقاط بين البطل ووصيفه بعد أن تقدم على دورتموند بفارق 25 نقطة.والإنجاز الأهم الذي يسعى هاينكيس إلى تحقيقه قبل أن يقول وداعاً هو أن يجعل بايرن أول فريق ألماني يتوّج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال.