حل علينا فصل الصيف هاته السنة ليرسم أجمل اللوحات الطبيعية بالألوان المبهجة... فهو موسم العطل والاصطياف مع كل ما يحمله من مؤشرات الراحة والاستجمام بالشواطئ والسهرات الملاح... فصل أقبل وحلّ معه الشهر الفضيل شهر الرحمة والبركة إلا أن الوجه الخفي لفصل الصيف لوحة لونها الوحيد بالأسود أبطالها الناموس، الانقطاعات الكهربائية المتكررة، الأمراض الصيفية ، الحرائق..... وارتفاع الأسعار فكيف أعدت جوهرة الشرق العدة لاحتضان المصطافين والسياح؟ أمراض موسمية متنقلة عبر الماء، تسممات غذائية وضربات شمسية الغذاء والماء يهددان صحة المواطن خلال الصيف لا يخلو كل موسم صيفي من تسجيل أنواع عديدة من الأمراض المتعلقة بهذا الفصل، فقد تصل إلى حصد الأرواح خاصة وأنه يحمل معه عاملين أساسيين يتسببان في حدوث أمراض الصيف الموسمية وتلك المتنقلة عبر المياه إضافة إلى ضربات الشمس وهما الحرارة والرطوبة القادرتين على مضاعفة عدد البكتيريا في محيط محدد إلى الضعف خلال عشرين دقيقة فقط وبالتالي مضاعفة عدد الحالات المرضية. ومن بين أكثر الأمراض المهددة للإنسان وصحته خلال الصيف مرض «التيفوئيد» و«الكوليرا» حيث تتسبب جرثومة «سالموميلا تيفي» القاتلة في حصد أرواح الكثيرين كالحادثة التي عاشتها ولاية عنابة منذ سنتين حيث تسببت هذه البكتيريا في إصابة أكثر من خمسين شخصا على مستوى أحياء السهل الغربي والريم وبرحال وأدت إلى وفاة شخصين على الأقل. علما أن هذه البكتيريا تنتشر بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بالقنوات الناقلة للماء الشروب ما يجعل الفضلات الحاملة للجراثيم تتخلل في المياه. كما تساعد الحرارة المرتفعة والرطوبة في تسريع عملية تكاثر وتطور هذه البكتيريا التي تقوم بمهاجمة أمعاء الإنسان والتغلغل في المخاط ما يتسبب في حدوث حالات جفاف في جسم الإنسان. وهي نفس الأعراض التي تسبب فيها بكتيريا «فيريو كوليري» التي تنقل داء الكوليرا عبر المياه علما أن المصدر الأساسي لها هو فضلات الإنسان والحيوان وتنتقل عبر الماء الشروب أو حتى مياه الأودية والشواطئ بسبب رمي أكوام من الفضلات فيها وعدم احترام شروط النظافة والمحافظة على المحيط ما يعرض حياة الإنسان إلى خطر الموت.من ناحية أخرى يمكن للإنسان أن يصاب خلال موسم الاصطياف بأمراض أخرى عن طريق غذائه خاصة أن فصل الصيف يعرف بموسم المثلجات، هذه الأخيرة التي تصنع بمواد معرضة للتلف السريع بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكذلك الإنقطاعات المتكررة للكهرباء وهو الأمر الذي يجعل المثلجات التي يستهلكها الكبار والصغار سواء المصنعة أو المصنوعة داخل المحلات مصدرا للأمراض علما أنها تتكون من مادتي الحليب والبيض أكثر المواد عرضة للتلف عند ارتفاع درجة الحرارة، ما يؤدي إلى الإصابة بجرثومة ‘'إشرشيا كولي'' المتسببة في التسممات الغذائية وأخرى أكثر تسمما تصيب الجهاز العظمي. حيث يحس المصاب بالدوران ويتقيأ عدة مرات كما يكون برازه سائلا وهي الأعراض التي تنبئ بحدوث تسمم غذائي يحذر من التعرض إليه الأطباء خاصة خلال موسم الصيف نظرا لسرعة تكاثر الجراثيم داخل جسم الإنسان علما أن هاته الأعراض تحدث للإنسان ساعتين أو ثلاث بعد تناول مادة غذائية ملوثة. وأكثر المواد التي تصيب الإنسان بالتسممات ‘'السندويتشات'' التي تباع على حافة الطرقات والشواطئ وكذلك الأمر بالنسبة ‘'للبوراك»، المثلجات والمرطبات التي لا يحترم بائعوها شروط النظافة، الياغورت والأجبان التي يجب تناولها قبل انتهاء مدة صلاحيتها بأسبوع خلال فصل الصيف تجنبا للأمراض. وللتقليل من التعرض لهذه الأمراض يجب حمل منظف فوري على شكل « gel» لتطهير اليدين تجنبا لانتقال البكتيريا إلى اليدين عن طريق الماء الملوث أو الصابون المستعمل. من جهة أخرى يحذر الأطباء ذوي المناعة الضعيفة ككبار السن والأطفال والنساء الحوامل من الخروج خلال الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والرابعة مساء تجنبا للإصابة بضربات الشمس التي تؤدي إلى الغثيان الفوري وعدم القدرة على التنفس خاصة لدى مرضى الربو والقلب والسكري.