إنّ من بين أكثر ما يُهدد صحّة المواطنين خلال فصل الصيف هي تلك التسمّمات الغذائية، والتي تحدث خاصّة في التجمعات الكبرى، من الأعراس، وحفلات أعياد الميلاد، ونهاية السنة الدراسية التي تتبعها حفلات النجاح بشهادات التعليم المتوسط، والثانوية، وغيرها، كلّ تلك الحفلات والقاعات التي تُقام فيها، عادة ما تكون مجهزة بالمكيفات، وعادة ما توزع فيها مأكولات، وقد يأتي الخطر إمّا من هذ أو تلك. مصطفى مهدي أكثر ما ينغص حياة المواطنين خلال فصل الصيف تلك التسممات الغذائية التي تحدث عادة في الأعراس، والتي قد تؤدي إلى أخطار صحية خطيرة، خاصّة وأنّ قاعات الحفلات، أو بعضها لا تراعي شروط النظافة المفترض توفرها في كل تجمع، وهو الأمر الذي دف ببعض العائلات إلى تفادي حضور الأعراس تقول لنا سهيلة: "لقد ارتبطت زميلتي في العمل قبل أيام، ولكني لم احضر عرسها ذلك أني خشيت من القاعة التي حضرت فيها عرسا السنة الماضية، وتسبب لي ذلك في تسمم غذائي، ذلك أن المشرفين عليها لا يراعون شروط النظافة، ولهذا فضلت أن أرسل لها التحية، واحتفظت لها بالهدية إلى حين عودتها إلى العمل". سامية من جهتها تقول: "أنا مصابة بالحساسية، وكذلك أمي، هذه الأخيرة مرضت بداية الصيف بسبب المكيف الهوائي الذي لا يحسن البعض استعماله، وهو الأمر الذي يجعلني أحترس عند حضور أي عرس، أو حفل، أو عيد ميلاد، وأكتفي أحيانا بإرسال التحية عبر رسالة قصيرة، فالصحة أهم من كل شيء". وعن أخطار المكيفات يقول الطبيب إسماعيل يحيى: "التعرض المستمر لتيار المكيفات الهوائية والمراوح يرفع من نسبة الإصابة بالتهابات جهاز التنفسي في فصل الصيف وهو من أكثر الأمراض شيوعا حيث ينجم عنه تأثر الأغشية المخاطية لمداخل الجهاز التنفسي في الأنف و الحلق مما يؤدي إلى الإصابة بأعراض شبيهة بتلك الخاصة بالأنفلونزا كالشعور بالإعياء والزكام وبالموازاة مع ما تسببه المكيفات الهوائية من أمراض تصيب الجهاز التنفسي والرأس فإنها قد تكون مركزا لتكاثر الجراثيم في حالة عدم صيانة هذه الأجهزة" أمّا التسممات فيقول محدثنا عنها: "أهمّ الأسباب تلوث الأطعمة بالمكروبات لعدم احترام شروط النظافة وخاصة خلال التجمعات كالأعراس والمصايف حيث تكثر الإصابة بالنزلات المعوية وبسبب تفاقم وجود بكتيريا السالمونيلا المسببة للتسممات الغذائية بالمياه الملوثة والأيادي المحملة بهذه الجراثيم والغذاء الملوث إذ يعمل الذباب على نقله حتى أنه ما بين 20% إلى 50 %من المسافرين يصابون بالإسهال خلال الفترة الصيفية مما يساهم في تكاثر أنواعه في درجة الحرارة وذلك لإفراز هذه الأنواع من البكتيريا مثل "إيشريشيا كولي"و "سالمونيلا" المسؤولين عن التسمم الغذائي والذي يصاحبه إسهال متواصل لعدة أيام مع إرتفاع من البكتيريا لتوكسينات تعمل على تخريب الخلايا المعوية الخارجية مما يؤدي إلى خروج السائل المعوي وفي سياق ذي صلة وحسب الأخصائي في أمراض الأطفال حسين حبيب، يقول: "إن من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب هذه الفئة خلال فصل الصيف هي الالتهابات الجلدية والتي تنتشر خلال هذه الفترة على شكل وباء ولا بد من عدم الإكثار من الوجبات السريعة والمثلجات التي تنجز بمواد سريعة التلف إضافة إلى السباحة في أماكن ملوثة وشواطئ ممنوعة مما يؤدي إلى ظهور أمراض جلدية وباطنية لدى المصطافين".