نجح عمار سعيداني البالغ 63 عاما في تولي رئاسة حزب جبهة التحرير الوطني قبل اشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية 2014، وبذلك تكون فرضية العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة قد توضحت بوادرها الاولى. وأعلن الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني بعد تزكيته من قبل اعضاء اللجنة المركزية موازاة مع طعن جماعة بلعياط في امر التزكية، تأجيل الكشف عن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي للحزب إلى الدورة القادمة لاجتماع اللجنة المركزية. وقال سعيداني أمام أعضاء اللجنة المركزية في دورتها السادسة المنعقدة بنزل الأوراسي انه “بعد مشاورات تقرر تأجيل الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي للحزب إلى الدورة القادمة لاجتماع اللجنة المركزية للسماح بمواصلة المشاورات”. ومن جهة أخرى, دعا سعيداني أعضاء اللجنة المركزية لإعطاء صورة واضحة عن مجريات فعاليات الدورة السادسة المستأنفة لمناضلي الحزب على مستوى القاعدة.كما أكد على ضرورة “نشر أخلاق الوئام والتسامح والصلح لتوحيد صفوف جبهة التحرير الوطني”. ويفضل سعيداني التركيز على “انتمائه” الى جبهة التحرير الوطني والمهام التي شغلها في هذا الحزب، فضلا عن كونه احد كوادر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وبعد انتخابه نائبا في البرلمان في العام 1997 واعادة انتخابه في العام 2002، تم تعيينه نائبا لرئيس البرلمان قبل ان يصبح رئيسه في العام 2004. ويعتبر سعيداني، وهو المنسق العام للجان الدعم لبرنامج عبد العزيز بوتفليقة، مقربا من بوتفليقة ، بحسب بعض المراقبين. و أكد عمار سعيداني مواصلة تنفيذ برنامج الحزب الذي صودق عليه في مؤتمره الأخير. موضحا عقب انتهاء أشغال الدورة السادسة المستأنفة للجنة المركزية للحزب انه “سيواصل تنفيذ برنامج الحزب الذي أقره المؤتمر الأخير” واصفا إياه ب”المشروع الوطني لرئيس الجمهورية ورئيس حزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بوتفليقة”. ووعد برص صفوف جبهة التحرير الوطني من خلال تكليف عقلاء وإطارات مؤهلين للقيام بالمصالحة داخل الحزب. ومن جهة أخرى أكد سعيداني أن “قرار مجلس الدولة الصادر الأربعاء والقاضي بإلغاء اجتماع اللجنة المركزية قرار سيادي وغير قابل للنقاش” مضيفا أن “قرارات العدالة بخصوص اجتماع اللجنة المركزية اليوم لا تحمل أي تناقض”. كما أكد الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني أن “اللجنة المركزية تعد هيئة قيادية للحزب ومن حقها تنظيم اجتماع في مثل هذه الحالات”, مبرزا أن “ترشحه لمنصب الأمين العام كان بصفته قياديا للجنة المركزية وما قيل عن ترشحه باسم جهات معينة مجرد دعاية”. وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة, أوضح ا سعيداني ان “اللجنة المركزية هي الوحيدة المخولة للبت في اختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية” موضحا أن “الوقت لازال مبكرا للحديث عن هذا الموضوع”. ومن جهة أخرى اعتبر ذات المسؤول أن الوضع الدولي “لا يبشر بالخير ولا يجب التقليل من خطورته” مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني “يفتخر بأن رئيس الجمهورية استطاع ان يضمن للجزائر حاجياتها الأساسية وأولها السلم والاستقرار”. وأضاف أن الرئيس بوتفليقة “يحظى بتقدير واحترام كبيرين على المستوى الدولي وهو ما جعل الجزائر بعيدة عن أي تدخل أجنبي كما حدث ويحدث حاليا في العديد من الدول”. وأكد الأمين العام في سياق آخر أنه سيعمل على “إنهاء الأزمة التي تعيشها الكتلة البرلمانية لحزبه عن طريق الاقتراع”.من جهة اخرى أعلن عبد الرحمن بلعياط، “ استمرار المشاورات من اجل عقد دورة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، لانتخاب أمين عام جديد للحزب”، وطعن في قانونية وشرعية الاجتماع الذي دارت فصوله أمس بالاوراسي بتزكية عمار سعيداني أمينا عاما خلفا لعبد العزيز بلخادم.و و استندت جماعة عبد الرحمن بلعياط، المتمسك بصفته منسقا عاما لحزب الافلان، إلى قرار مجلس الدولة، المبطل لرخصة عقد دورة اللجنة المركزية للافلان بالاوراسي، في اتخاذ موقف تقول فيه أن “ ما بني على باطل فهو باطل”، وقال بلعياط في ندوة صحفية عقدها بالمقر المركزي للحزب بحيدرة “سنواصل المشاورات لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية من اجل انتخاب أمين عام جديد بعد 31 جانفي المقبل”، وأكد بان المشاورات “ لا تقصي أحدا إلا من أقصى نفسه” في إشارة إلى عدم عزل جماعة احمد بومهدي التي عقدت دورتها بالاوراسي وزكت عمار سعيداني أمينا عاما للحزب.ولا يستبعد سيناريواحتجاج قاعدة الافالان على ما حدث وعلى التزكية في حد ذاتها، طالما أن القاعدة فيها مقصيون كثر من الحسابات الجارية حاليا في قصر حيدرة، وفي غيره من القصور التي يهمها أمر الافالان، وما ترومه من خلاله مستقبلا، حسب الأجندات المرسومة. وهذا السيناريو قد يدفع إلى إعادة النظر في خارطة الحزب والمسؤوليات فيه وتوزيع المناصب، بدءا بالمكتب السياسي، الذي سارع سعيداني لتأجيل الحديث فيه وعنه من باب توقعه “مشكلات” في هذا الباب، وصياحا قد يعلو مقر الحزب بحيدرة، وأنواع أخرى من الاحتجاج والطعن في نتائج دورة الأوراسي، التي خصها بلعياط ومن معه بوصف يوحي بالكثير: زواج سعيداني بالافالان باطل!