تسببت المنشآت الفنية الجديدة التي تم انجازها على مستوى مداخل مدينة عنابة في تفاقم حدة الاختناق المروري، على الرغم من أنها أنجزت للقضاء على هذا المشكل، ومن بين هذه المنشآت جسر “بوخضرة”، ونفق الحطاب.تعيش عنابة في الآونة الأخيرة أزمة مرورية كبيرة بسبب تواصل الأشغال ب “الجسر العملاق” على مستوى المدخل الشرقي للمدينة من جهة، ومن جهة أخرى بسبب العيوب التي توجد في المنشآت الفنية التي أنجزت على مستوى حي بوخضرة وبوسط المدينة؛ قرب محور الحطاب، فالمنشأة الأولى تتمثل في جسر أنشئ فوق خط السكة الحديدية، والذي أصبح سببا رئيسيا في الازدحام المروري نظرا للصعوبات الموجودة أثناء تنقلهم عبره خصوصا من أصحاب المركبات الثقيلة، حيث أنه شديد الارتفاع إلى درجة يكاد معها أن يكون عموديا. أما المنشأة الثانية فتتمثل في النفق الذي شوه وسط المدينة وجعل السائقين “يفرّون” بسياراتهم منه نتيجة امتلائه بالمياه على مدار العام، وهو ما يجل طوابير السيارات تمتد من وسط المدينة إلى غاية مدخلها. وفي ظل غلق المدخل الشرقي لمدينة عنابة بسبب أشغال “الجسر العملاق”، تحتم على أصحاب المركبات التوجه إلى المدينة عبر هاتين المنشأتين باعتبارهما المنفذ الوحيد إلى عنابة وهو ما تسبب في خلق أزمة ازدحام خانقة وتشكل طوابير غير منتهية من المركبات تصل في بعض الأحيان إلى مشارف مدينة البوني. خصوصا إذا علمنا أن عدد المركبات في ولاية عنابة يفوق 300 ألف مركبة، حسب الديوان الوطني للإحصائيات، وزادت عليها الأعداد الهائلة من السيارات القادمة يوميا من مختلف الولايات المجاورة لجوهرة الشرق والوضع المروري مرشح للتأزم أكثر خصوصا في حال انطلاق أشغال الجسر العملاق الثاني الذي سيربط المدخل الجنوبي للمدينة بالجهة الشرقية لها، وهو المشروع الذي وضع حجره الأساس وزير الأشغال العمومية أثناء زيارة العمل التي قادته مؤخرا إلى عنابة. ونظرا لكون مديرية الأشغال العمومية بولاية عنابة ضاربة حصار شديد على وسائل الإعلام، يستحيل معه الوصول إلى أي معلومة فقد تعذر على “آخر ساعة” الحصول على توضيحات بخصوص العيوب الموجودة في بعض المنشآت الفنية، والخطط التي وضعتها لفك الخناق عن مداخل المدينة.