لم تمض سوى ساعات على اعطاء الإنطلاقة الرسمية لمشروع المحطة الجديدة لتوليد الكهرباء بالمنطقة الصناعية لبلارة (ولاية جيجل) من قبل والي الولاية علي بدريسي حتى بدأت ردود الفعل تتوالى بخصوص هذه المحطة التي ستكلف خزينة الدولية أكثر من مليار دولار وكذا انعكاساتها على الصحة العامة للجواجلة بصفة عامة وسكان الميلية بصفة خاصة . ورغم التهليل الذي أعقب الإنطلاقة الرسمية لمشروع هذه المحطة العملاقة وسط الجهات الرسمية بعاصمة الكورنيش من حيث أنها ستكون رافدا قويا لمصنع الحديد والصلب الذي سيقام بدوره بمنطقة بلارة وكذا لما لها من انعكاسات مستقبلية على مستوى تدفق الطاقة الكهربائية ليس بعاصمة الكورنيش جيجل فحسب وانما عبر التراب الوطني ككل الا أن التهليل الرسمي قوبل بتوجس كبير في أوسط الطبقات الشعبية بعاصمة الكورنيش من هذه المحطة التي يخشى البعض من أن تتحول الى كابوس حقيقي يوقظ مضاجع الجواجلة بعد التقارير غير الرسمية التي صدرت عن عدد من الخبراء والتي تحدثت عن امكانية تسبب هذه المحطة في كارثة صحية بالولاية وبالأخص بالمناطق القريبة من موقع المحطة التي تبلغ قوتها الإجمالية (1600) ميقاواط . وذهبت هذه التقارير التي تم ابلاغها للمسؤولين المحليين بالولاية (18) الى حد التأكيد على أن هذه المحطة قد تساهم في ارتفاع مستوى عدد من الأمراض الناجمة عن الإشعاعات الخطيرة التي ستفرزها هذه المحطة ذات الطاقة المرتفعة وفي مقدمتها مرض السرطان الذي يعرف استفحالا غير مسبوق بعاصمة الكورنيش ، وقد استندت هذه التقارير في تحذيراتها بخصوص المشاكل الصحية التي قد تتسسب فيها محطة بلارة الى التصريحات التي صدرت عن بعض الناشطين في جمعية مساعدة مرضى السرطان بالولاية والتي أشارت الى ارتفاع عدد المصابين بالداء الخبيث على مستوى المناطق القريبة من محطة توليد الكهرباء بالأشواط والتي تقل طاقتها عن محطة الميلية بأربع مرات كاملة وهي التصريحات التي عززتها الأرقام المقدمة من قبل هؤلاء الناشطين والتي تحدثت عن احتلال بلديتي الأمير عبد القادر والطاهير لمقدمة البلديات الأكثر تسجيلا لحالات السرطان بين بقية بلديات الولاية علما بأن هاتين البلديتين تعتبران الأكثر قربا من محطة الأشواط التي تسببت حسب تقارير أخرى في تأثيرات مناخية كبيرة بالمنطقة المحيطة بها وهي التأثيرات التي مست حتى بعض أنواع النباتات وكذا الأشجار المثمرة على غرار الزيتون . هذا وكانت معلومات غير رسمية قد تحدثت عن رفض عدد من الولايات للمحطة الكهربائية التي تقرر انجازها ببلدية الميلية بدعوى تأثيراتها الكبيرة على الحالة الصحية للأفراد قبل أن تختار جيجل وبالتحديد بلدية الميلية لإحتضانها وسط موجة من التساؤلات التي عجزت تطمينات المسؤولين عن احتوائها. جيجل / قالا بأنها ستشيّد وفق آخر التقنيات العالمية . .. والي الولاية ومدير شركة هندسة الكهرباء والغاز يطمئنان الجواجلة بخصوص محطة بلارة بعدما تحولت الى قضية رأي عام بعاصمة الكورنيش جيجل استغلت “آخر ساعة” فرصة الإعلان الرسمي عن انطلاق مشروع محطة توليد الكهرباء بالميلية لطرح جملة من الأسئلة على أهل الحل والربط بالولاية بخصوص الإنعكاسات الصحية المحتملة لهذه المحطة على سكان الولاية وبالأخص سكان مدينة الميلية وكذا البلديات المجاورة وكذا محل المخاوف التي أبان عنها السكان والجيران من الإعراب لدى هؤلاء المسؤولين . وقد جاءت الإجابة الأولى على هذا الإنشغال الكبير على لسان والي الولاية علي بدريسي الذي أكد في حديث مطول مع “آخر ساعة” بأن محطة توليد الكهرباء بالميلية تعتبر بمثابة مكسب حقيقي لولاية جيجل بفعل الإسهامات التي ستقدمها لمصنع الحديد والصلب المزمع انشاؤه بمحاذاة هذه المحطة ناهيك عن آلاف مناصب الشغل التي ستقدمها لشبان الولاية ، وأضاف بدريسي بأن السلطات الولائية لم تكن مجنونة حين قبلت بانشاء هذه المحطة العملاقة بل ولم تكن لتوافق على اقامتها بأي مكان في الولاية لو كانت تشك ولو بنسبة مئوية صغيرة في تأثيراتها على حياة السكان ، ولم يتوان بدريسي في التأكيد على أن كل مايقال بشأن الإنعكاسات الصحية لهذه المحطة هو محض افتراء وهراء وأن جيجل ستكسب الكثير من وراء هذه المحطة التي ستساهم في تعزيز الشبكة الكهربائية بعاصمة الكورنيش وكذا ببقية ولايات الجمهورية .من جانبه رد الرئيس المدير العام لشركة هندسة الكهرباء والغاز وهي الشركة التي ستقوم بانجاز الهيكل الخارجي لمحطة الميلية بنوع من الإستغراب على التساؤلات المطروحة بشأن التأثيرات الصحية لهذه المحطة على سكان عاصمة الكورنيش مؤكدا بأن هذه المحطة سيتم انجازها وفق آخر التقنيات العالمية سواءا فيما يتعلق بحجب الضجيج الذي اعتادت خلقه المحطات المماثلة أو من حيث نسبة الإشعاعات الصادرة عن المحطة والتي سيتم التحكم فيها حسب المتحدث بتقنيات عالية الدقة وذلك بما يضمن عدم تأثيرها على المحيط الخارجي للمحطة وبالأخص سكان المناطق المجاورة ، ونفى مدير شركة هندسة الكهرباء والغاز محمد ركاب في حديثه مع “آخر ساعة” المعلومات التي تحدثت عن رفض المحطة الكهربائية المزمع انجازها بالميلية من قبل مسؤولي العديد من الولايات مؤكدا بأن هذه المحطة هي واحدة من بين ست محطات أخرى سيجري بناؤها بالتزامن مع محطة الميلية وذلك بعدد من الولايات على غرار بسكرة ، النعامة ومستغانم . م / مسعود