أكدت أخصائية في مجال نقل الدم بالعاصمة، أن منظمة الصحة العالمية لاحظت تحسنا في مستوى التبرع بالدم في الجزائر وتراجع التبرع العائلي الاضطراري لصالح المرضى، حيث أضافت المتحدثة على هامش افتتاح الأيام الأولى لنقل الدم التي نظمتها مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة أن التبرع الاضطراري بالدم الذي تقوم به العائلات لصالح مرضاها تراجع من 80 بالمائة منذ سنوات إلى 40 بالمائة حاليا، وهو الأمر الذي أثار استحسان مسؤولي المنظمة العالمية للصحة الذين أبدوا رغبتهم في دراسة التجربة الجزائرية وتعميمها على مستوى عدد من بلدان العالم، خاصة بعدما وصلت عملية التبرع بالدم في الجزائر إلى متوسط 13 متبرعا لكل 1000 نسمة، متجاوزا توقعات المنظمة العالمية للصحة بالنسبة للجزائر المقدرة ب10 متبرعين لكل 1000 نسمة، باعتبار أن الجزائر تسجل 460 ألف تبرع بالدم سنويا. من جهة أخرى، كشفت مسؤولة مركز نقل الدم بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، الدكتورة ليندة بوبقيرة، أن المركز سجل أزيد من 40 ألف عملية تبرع بالدم خلال السنة الفارطة، حيث أكدت المسؤولة في مداخلتها لهذا الملتقى الذي نظم بالتعاون مع الوكالة الوطنية للدم والمديرية العامة للمؤسسة الاستشفائية بديدوش مراد، والتي خصصت هذه السنة لتعزيز عملية التبرع بالدم، أمراض الدم والمناعة ومراعاة السلامة عند نقل الدم، أن 84 بالمائة من عمليات التبرع التي تم تسجيلها تمت عن طريق العربات والشاحنات المتنقلة والمخصصة لنقل هذه المادة الحيوية، بعد أن بات أزيد من 61 بالمائة من المتبرعين الظرفيين دائمين. كما أشارت مسؤولة مركز نقل الدم إلى أن فريقها الطبي المشرف على عملية التبرع، والمتكون من أطباء وممرضين، حرص على عدم جمع أية أكياس دم من المتبرعين المنتمين لنفس عائلة المتبرع، لأسباب تتعلق بمراعاة السلامة عند نقل الدم. المتحدثة، خلال نفس الملتقى الذي دام يومين متتالين، أكدت أن الملاحظة العامة التي تم التوصل إليها في أعقاب التحاليل التي تمت حول كمية الدم المتبرع بها، سمحت بالتأكيد على أن القسنطينيين المتبرعين بالدم غير مصابين بأي مرض من أمراض الدم، وهو ما جعل عاصمة الشرق منذ عدة سنوات تحتل المرتبة الأولى وطنيا في مجال التبرع بالدم، ولعل ما سمح لها باحتلال هذه المرتبة هو الإقبال الكبير من طرف المواطنين الراغبين في التبرع بالدم على شاحنات وعربات التبرع بهذه المادة الحيوية، خاصة خلال المناسبات الدينية، وأولها شهر رمضان، حيث سمح في رمضان الفارط من جمع أزيد من 1000 كيس من الدم، وهي الكمية التي مكنت من تغطية احتياجات المستشفيات المحلية وحتى مستشفيات الولايات المجاورة، حسبما صرح به المنظمون. للإشارة، فقد شارك في الأيام الأولى لنقل الدم التي نظمتها مديرية الصحة والسكان، بالتعاون مع الوكالة الوطنية للدم والمديرية العامة للمؤسسة الاستشفائية بديدوش مراد، أخصائيون من ليبيا، تونس، المغرب، الأردن وفرنسا.