كشفت مصادر مسؤولة ل«اخر ساعة» أن وزارة الموارد المائية قررت سحب تسيير شركات المياه والتطهير من يد الشركات الأجنبية، التي سيقتصر دورها مستقبلا على نقل التكنولوجيا. أوضحت مصادر مسؤولة في وزارة الموارد المائية ل «اخر ساعة» أن هذه الأخيرة قامت بدراسة عميقة لنتائج الشركات التي عقدتها مختلف شركات المياه الوطنية مع شركاء أجانب، حيث أبانت هذه الدراسة، التي اعتمدت أساسا على تجربتي «سياتا» في الطارف وعنابة و»سياكو» في قسنطينة مع الشريك الأجنبي، للوزارة أن تجربة الاستعانة بالشريك الأجنبي لم تكن ناجحة في «سياتا» مع الشريك الألماني لأن هذا الأخير غير ملم بالقوانين خصوصا تلك المتعلقة بالصفقات العمومية، كما أنهم لم يجيدوا التعامل مع عقلية العامل الجزائري، وبهذا الخصوص أوضحت المصادر ذاتها أن الوزارة لن تتخلى عن فكرة الاستعانة بالشريك الأجنبي، التي أكد الوزير حسين نسيب في تصريح ل «اخر ساعة» أثناء زيارته لعنابة، نهاية شهر جويلية، أنها لا مفر منها، حيث سيتكفل هذا الشريك بمهمة نقل التكنولوجيا وتطوير مستوى الموظفين والإطارات بالإضافة إلى القيام بالأشغال، وحسب المصدر ذاته فإن هوية الشريك الأجنبي الذي ستتعاقد معه «سياتا» سيعرف بمجرد انتهاء العقد الذي يربط شركة المياه والتطهير لقسنطينة (سياكو) ومؤسسة مياه مرسيليا، في جوان 2014، حيث أن الوزارة تريد تطبيق نفس السياسة في»سياتا» و»سياكو»، بعد أن وجدت أن النتائج ذاتها عاشتها هذه الأخيرة مع الشريك الفرنسي، وعن هوية الشريك الأجنبي الذي ستتعاقد معه «سياتا» كشف المصادر أن الاتجاه يصب نحو التعاقد مع إحدى الشركات الهولندية وذلك بعد أن أعجبت الوزارة بالتجربة الهولندية في مجال تسيير المياه خلال معرض عقد بهذه الأخيرة، أما فيما يخص التسيير فقد قررت الوزارة إيكاله إلى الإطارات الجزائرية. في سياق متصل كشفت مصادر أخرى أن والي عنابة كان له دور في تسريع اتخاذ الوزارة لهذه القرارات، حيث ضغط عليها من أجل إيجاد حل عاجل ونهائي للوضع الصعب التي توجد عليه الشركة خصوصا وأن سكان الولاية يعانون من الانقطاعات المتكررة للمياه، وهو الأمر الذي يريد الوالي أن يحله نهائيا، حسب المصدر ذاته.