هددت أول أمس وزارة الموارد المائية، الشريك الألماني الممثل في مؤسسة ''جلسن فاسر'' بفسخ عقد الشراكة المبرم بينها وبين ''الجزائرية للمياه'' المنشئ للشركة المختلطة ''سياتا'' لتطهير وتسيير المياه بعنابة والطارف، على خلفية التأخر الفادح في مخطط الاستثمار وسوء التسيير الذي يتحمل مسؤوليته الطرف الأجنبي. وأورد رئيس مجلس إدارة ''سياتا'' في مراسلة نارية، تحصلت ''البلاد'' على نسخة منها، ''إننا نسجل بكل أسف أن مؤسستكم لم تتكفل بصفة جدية بخلاصات ونتائج الاجتماع المنعقد بتاريخ 9 ديسمبر المنقضي في مقر مديرية الري لولاية عنابة وتحت رئاسة الأمين العام لوزارة الموارد المائية بحضور المدراء العامين لشركة ''الجزائرية للمياه'' وشركة ''جلسن فاسر'' وشركة تسيير وتطهير المياه بعنابة والطارف ''سياتا'' السيد ساميس غانس جواشيم، مرفوقا بطاقمه المسير وعليه فإنه طبقا لأحكام التسيير التي تربط شركتينا والممضي بتاريخ 17 ديسمبر 2007 ولاسيما مادته رقم 37 ، نعذركم من خلال مراسلتنا حتى ترفعوا مجمل التحفظات التي أبديناها وتؤدون التزاماتكم في موضوع عقد الشراكة''. وذكرت المراسلة أن ممارسات الشريك الأجنبي غير المسؤولة تسببت في ''عدم تحقيق الأهداف المسطرة في مخطط التسيير، والتأخر الفظيع في تنفيذ مخطط الاستثمار وضبط ملف المشتركين واستمرارية الخدمات في قطاع شبكات المياه والبحث عن التسربات في أنظمة توزيع المياه وغياب التكفل الفعلي بتسيير نظام التطهير على مستوى بعض البلديات بولايتي عنابة والطارف وكذا التأخر المفزع في إنجاز مركز التكوين في مهن المياه والتطهير وتطبيق النماذج الرياضية المتعلقة بتسيير شبكات التموين بالماء الشروب والتأخر في إعداد وتنفيذ البرامج المعلوماتية الخاصة بتسيير المشتركين والمحاسبة العامة والتحليلية، إضافة إلى أن العمال الأجانب يتمادون في الغيابات المتكررة وغير المبررة بشكل أثر سلبا على سيرورة العمل، ما أدى إلى النتائج الهزيلة المحصّلة في تسيير شركة ''سياتا'' التي من شأنها أن تتسبب في خطر على مصالحها. وكشفت ذات المراسلة أن المتعامل الأجنبي لم يأخذ بعين الاعتبار ''الإعذارات الشفوية والمكتوبة الموجهة إلى شركة ''جلسن فاسر'' ما يجعلها مجبرة على تدارك أخطائها واحترام بنود العقد قبل أن يضطر الطرف الجزائري إلى فسخ عقد الشراكة والمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي تكبدته الجزائرية للمياه'' منذ اقتحام الألمان لمجال الشراكة . هذا وسيترتب عن إقدام السلطات العمومية على مثل هذه الخطوة، الحل الآلي للشركة المختلطة ''سياتا'' لتطهير وتسيير مياه الطارف وعنابة مع احتفاظها بخيار اللجوء إلى العدالة للحصول على تعويضاتها الناجمة عن الضرر الذي تكبدته من المسير الألماني.