اثبت الاحصائيات الأخيرة أن العنف الأسري الممارس ضد الأطفال في تزايد مستمر من سنة إلى أخرى حيث أن 86 بالمئة من الأطفال تسلط عليهم أنواع مختلفة من العنف النفسي والجسدي وهذا ما أكدته دراسة قام بها مختصون في الصحة «نفسانيون« في جوان 2013 بالجزائر والتي أقرت أن العنف النفسي على الأطفال هو الأكثر شيوعا من أي نوع آخر قدرت نسبته ب 3,82 بالمئة. وتفيد الدراسة أن الذكور هم الأكثر تعرضا للعنف خاصة الفئة ما بين 5 و9 سنوات وهو الوضع الذي اتخذ ضده المشرّع الجزائري مجموعة من المعايير القانونية الإدارية والاجتماعية من أجل حماية حقوق الطفل في حال تعرضه لأي نوع من أنواع العنف أو الاستغلال، باعتبار أن الأسرة هي الوسط الطبيعي لنمو الطفل من الجانبين الفيزيولوجي والنفسي. وتشير ذات المصادر إلى أن امرأة من بين أربع نساء تعتمد العنف كوسيلة للتربية، وأن هناك 2,15 بالمئة من الأمهات تعتقدن بأن الضرب أمر ضروري لتهذيب سلوك الطفل. وترجع الدراسة ذاتها استعمال العنف في التعاملات بين الأولياء والأبناء إلى عدة أسباب منها المنطقة السكنية ومستوى تعليم الأم، حيث أن الأمهات ذوات التعليم العالي والأكثر ثراءا لا يستعملن في معاملاتهن مع الأطفال العنف. كما ترى الدراسة أن 7,85 بالمئة من النساء الأميّات يقبلن العنف ضدهن لأتفه الأسباب في حين تقبل به 40 بالمئة من الجامعيات. من جهة أخرى يؤكد الخبراء بأن العنف الزوجي يولد لدى الأطفال اضطرابات عامة حيث أن الأزواج الذين لا يستطيعون تكوين علاقة أساسها التفاهم يؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير يمكن أن تؤدي به إلى الانحراف. وان كان المجتمع مصدرا للحماية والدفاع عن الأطفال فقد يكون أيضاً مكاناً ومصدرا للعنف ضد الاطفال. فكلما تقدم الطفل في السن اتسعت دائرة معاملاته الاجتماعية وزاد احتمال تعرضه للعنف من قبل المجتمع بداية من الاسرة فالمدرسة فالشارع. وقد يكون العنف في شكل جسدي أو عاطفي أو جسمي أو نفسي. النفسانيون يحذرون من المعاملة القاسية يرى النفسانيون ان العنف ينشأ في أغلب الحالات داخل الأسرة، فطريقة تربية الأطفال والتعامل معهم بفضاعة وعدم الاهتمام بهم جسديا ونفسيا واجتماعيا من قبل أفراد الاسرة خاصة الوالدين قد يؤدي الى نتائج وخيمة على شخصية الطفل. فالمعاملة القاسية واسلوب التأديب الخاطئ للأطفال بحجة تربيتهم هي من اهم الاسباب التي تعلم الطفل السلوك العنيف. وكذا الصراخ في وجه الطفل الصغير وشتمه بكلمات قاسية قد لا يفهمها حتى، أو معايرته بضعفه العقلي او الجسدي وغيرها من الاعتداءات اللفظية والجسدية بالضرب على الاطفال او طردهم من المنزل لزلة ارتكبوها ويرى المختصون ان البديل في مثل هاته الحالات هو الاحتضان لأنه يحتوي الطفل نفسيا ويوجهه بطرق حضارية لكن يبقى العقاب المعتدل أحد الطرق المعتمدة والمسموحة في الحالات القصوى. كما تؤدي كثرة الشجار بين الزوجين الى تشجيع الاطفال على الشجار وتعلم وإنتاج ما تعلمه من سلوكات عنيفة داخل الاسرة. فالعنف لا يُوّلد إلا العنف. كما ان هناك بعض العوامل التي تتعلق بالطفل كالجانب الجسمي أو البيولوجي الوراثي ، والجانب النفسي مثل معاناته من بعض الاعاقات التي تجعله في بعض الاحيان مرفوضا. فيما تشير أغلب الدراسات الى ان المناطق الحضرية الفقيرة هي الاماكن التي يتعرض فيها الاطفال للعنف بشكل يفوق ما يتعرض له اقرانهم في المناطق الاخرى. وهذا بسبب ما تختص به هذه المنطق من انتشار ظاهرة البطالة والاكتظاظ السكاني، وتدني أوضاع المعيشة، وتدني نوع الخدمات التي تقدمها المرافق العامة. كما ان المناطق الريفية هي الاخرى لا يسلم فيها الاطفال خاصة الفتيات منهم بتعرضهن للاعتداء بمختلف انوعه بسبب طول المسافة بين البيت والمدرسة او مكان جلب الماء…. وينعكس العنف حسب المختصين على شخصية الطفل ويؤثر على ارادته بل يؤدي الى انطوائه، ضعف شخصيته وعدوانيته. ويعد الاكتئاب والقلق والانطوائية وكره الحياة من أكثر الأمراض النفسية التي تصيب كلاً من النساء والأطفال الذين يتعرضون للعنف داخل أسرهم. عائلات تقتل فلذات أكبادها ... من لا شيء يُقبل بعض الوالدين وبحجة التربية على اضطهاد وتعذيب وحتى قتل فلذات أكبادهم في سلوك إجرامي ووحشي لا يقل بشاعة عن تصرفات المجرمين مع ضحاياهم دون أن يتحرك لديهم وازع من الحنان الذي خص به المولى عز وجل الوالدين. فأضحى ربط وضرب وحرق الأبناء من قواعد التربية حسب ثقافة بعض الجزائريين. ويحمل الواقع الجزائري قصصا مأساوية بشعة لا يصدقها عاقل أبطالها أباء وأمهات تجردوا من الأحاسيس والعواطف واعتبروا سياسة العصا لمن عصى من أهم وسائل تربية أبنائهم. لدرجة أن بعض العائلات الأمّية والمثقفة على السواء قد ابتكرت أساليب مريعة لتقويم سلوك أبنائها. والأمرّ أن كثيرا من تلك الأساليب كانت سببا في قتل فلذات أكبادهم. أزعجه أثناء مشاهدته مبارة كرة قدم فرماه بمزهرية فقتله! باتت الأسر الجزائرية تتفنن في ابتكار أساليب غريبة لتربية أبنائها ومن الطرق الشائعة ربط الامهات أرجل الأطفال والرّضع في الكراسي والطاولات للحدّ من حركتهم. وهن جاهلات أن الأمر قد يسبب إعاقة جسدية دائمة للأطفال بسبب هشاشة عظامهم كما أن السلوك يؤدي حسب نفسانيين لظهور غريزة حب العنف لدى الصغير المربوط. وتعتبر النساء العاملات من أكثر الفئات إقبالا على هذا السلوك. أما أخريات فيستنجدن بمشروب التنويم لإخماد حركة أبنائهم وتنويمهم بالقوة رغم أن المشروب ومع الإفراط فيه يسبب اختلالات في مخ الصغير. أما بعض الأباء فيحسبون أن صغارهم يتعمدون إزعاجهم بحركتهم فتراهم يقذفونهم بأي شيء تطاله أيديهم لإسكاتهم وهو حال والد من العاصمة أزعجته فوضى صغيره أثناء مشاهدته مباراة كرة قدم، فرماه بمزهرية أصابته بالرأس وكانت الضربة كافية لإزهاق روح الطفل ذي السبع سنوات. وضع ولده داخل حفرة لتأديبه فأخرجه مختلا عقليا قام أب بإحدى الولايات الشرقية بوضع ابنه داخل حفرة بحديقة منزله وغطى فوهتها بغطاء حديدي وذلك بسبب أن الطفل مشاغب واراد والده معاقبته وتخويفه لكن الطفل لم يكف عن الاستغاثة والبكاء فأصيب باختلال عقلي نتيجة الصدمة والخوف وهو الآن شاب في العشرينات لكنه يعيش في عالم آخر داخل مستشفى الامراض العقلية. تستنجد كثير من الأمهات بأسلوب الحرق لتخويف صغارهن، وعن هذا روت لنا سيدة بأنها كثيرا ما كانت تشاهد ندوبا وحروقا على يد ابنة جارتها ذات الخمس سنوات أثناء لعبها مع ابنتها ولما استفسرت الأمر من الصغيرة، أخبرتها أن والدتها تحرقها بفرشاة أكل بعد تسخينها عندما ترفض النوم ليلا. وأمهات أخريات يضعن الفلفل الحار والهريسة داخل أفواه أبنائهن، وحتى في أعضائهم التناسلية. جدة تعذب حفيديها اليتيمين بأنبوب غاز بسبب تدني مستواهما الدراسي أباء وأمهات وجدوا أنفسهم أمام العدالة بعدما سلكوا طرقا أكثر عنفا لتأديب أبنائهم فتسببوا في قتلهم. ومنهم والد من مدينة البليدة أغضبه تدني المستوى الدراسي لابنه ذي 14 سنة، فانهال عليه ضربا وحبسه في غرفة دون أكل أو شرب ليتفاجأ بوفاته بسكتة قلبية. ووالد أراد معاقبة ابنه ذي ال10 سنوات بعدما سرق من جيبه ورقة 200 دج فسكب عليه ماء مغليا في غفلة من الأم فتوفي بالمستشفى ليتابع الفاعل بتهمة القتل العمدي. وحتى الجدات لهن نصيب من العنف مع أحفادهن وهو حال جدة ناهزت السبعين من عمرها مثلت أمام الجهات القضائية بعدما عذبت حفيديها اليتيمين. وقصتها بدأت بعد معاودة الأم الزواج إثر اغتيال والد الطفلين من طرف إرهابيين وتركت الصغيرين (أ) و(ي) لدى الجدة، ومرة قصدت الأخيرة معلمة الطفلين للاستفسار عن دراستهما، ففاجأها رد المعلمة «سقسيني على قباحتهم ماشي على قرايتهم». الكلام أغضب العجوز، وانهالت ضربا على الصغيرين عند عودتهما مساء مستعملة أنبوب غاز، وسببت لهما جروحا خطيرة، وفي اليوم الموالي أرسلتهما للدراسة رغم سوء حالتهما، الأمر اكتشفه معلمو المدرسة فاتصلوا بالشرطة، وتم تحرير محضر ضد العجوز. وأثناء مثول الأخيرة للمحاكمة تلقت تعنيفا من قبل القاضية، التي استغربت إقدام جدة على تعذيب يتيمين من دمها ولحمها، وتساءلت «فماذا كان مصيرهما لوعاشا مع أجانب» وبدوره هددها وكيل الجمهورية بنزع حضانة الطفلين إذا عاودت فعلتها، ملتمسا لها 6 أشهر حبسا نافذا، والغريب أن الجدة اعترفت بحسن سلوك الصغيرين. وبالمحكمة نفسها عُرضت قضية أقدم فيها والد على تعذيب بناته الثلاث ومنهن رضيعة، وصور الفتيات التي عرضها القاضي على وكيل الجمهورية كانت في منتهى البشاعة. آباء يتحولون الى ذئاب بشرية ويغتصبون بناتهم شهدت العديد من ولايات الجزائر خلال السنوات الاخيرة ظاهرة غريبة على مجتمعنا والمتمثلة في اغتصاب الاب لابنته وهذا ما وقع مؤخرا بولاية سكيكدة وهي جريمة بشعة تجرد فيها أب من مشاعره الإنسانية وتحول إلى ذئب بشري وقام باغتصاب ابنته القاصر ذات 14 سنة بالقوة. وهي الحادثة التي اهتزت لها الولاية على وقع جريمة أخلاقية نكراء تورط فيها رب عائلة يبلغ من العمر 43 سنة يعمل بناء، تم توقيفه إثر ممارسة زنا المحارم على ابنته القاصر البالغة من العمر 14 سنة، بعد أن عاشت الجحيم ولمدة 3 سنوات كاملة ظل فيها والداها يلاحقها ويتحرش بها. وكانت الطفلة في كل مرة تفر إلى بيت أخوالها ببلدية أم الطوب للإفلات من قبضة والدها الذي تجرّد من كافة القيم والمبادئ وافترس جسدها بالقوة، قبل أن تقرر كشف المستور والخروج عن صمتها وتفضح والدها لوضع حد لشهواته. وتقدمت الضحية رفقة خالها إلى فرقة الدرك الوطني بأم الطوب، حيث أودعت شكوى رسمية مفادها تعرضها إلى الفعل المخل بالحياء بالعنف والتهديد بالقتل من قبل والدها، وفور ذلك تم توقيف الوالد. الأب يجامع ابنته وتحمل منه وتنجب ولدا وفي حادثة أخرى كان المتهم فيها اب والضحية ابنته صاحبة ال 17 عاما كان يرافقها دائما إلى الحقول المتواجدة في أطراف القرية التي يقطنون فيها وفي أحد الأيام طلب من ابنته أن تخلع ملابسها وتستلقي على الأرض ففوجئت الفتاة بوالدها يغتصبها وبعدها هددها بعدم إخبار أحد لتكرر العملية مرات عدة، وإذ تمر الأيام والشهور ويكبر بطن الفتاة شيئا فشيئا وتعاني بعض الآلام ليتم إسعافها من قبل طبيب القرية والذي اكتشف أنها حامل بالشهر السابع مع علم الطبيب بأن الفتاة غير متزوجة تم إبلاغ الشرطة والتي حضرت رغم محاولة الأهل لتعتيم الموضوع وبعد استكمال التحقيق وضع الأب وابنته في السجن وأثناء فترة المحاكمة ولدت الفتاة طفلا ذكرا. تحقيق: حورية فارح