اشتكى العديد من سكان حي بوشارب إسماعيل من الأوضاع المزرية التي يعيشها الحي خاصة فيما يتعلق بالتهيئة وغياب المرافق الضرورية والخدماتية للحياة وانشغال السلطات المعنية عن مطالبهم المتمثلة في إدراجهم ضمن مشاريع التهيئة وإخراج الحي من المشاكل الكثيرة والعزلة التي يعاني منها. حيث أن غياب المشاريع التنموية والتهيئة والمرافق الخدماتية هي أهم انشغالات سكان الحي ، على اعتبار أن هذه الأخيرة من أفقر الأحياء وأكثرها عزلة وتهميشا، وهي اليوم بحاجة ماسة إلى التفاتة جدية من قبل الجهات المسؤولة،وقد أعرب السكان في حديثهم ل آخر ساعة عن استيائهم الشديد وعن جملة المشاكل التي يتخبطون فيها يوميا، والمثير للدهشة أنه حتى الأطفال وتلاميذ المدارس يعرفون هذه المشاكل جيدا، وهم على دراية تامة حتى بتاريخ الحي، التي قالوا عنها أنه رغم قدمها وشساعة مساحتها، إلا أنه لم يطرأ عليها أي تغيير سوى بعض الأشغال التعديلية الطفيفة التي قام بها بعض القاطنين، خاصة ما تعلق بترميم بعض الطرقات، وإنجاز قنوات الصرف الصحي، وحسب ما جاء على لسان العديد من سكان القرية، فإن الإنارة العمومية شبه منعدمة، فبمجرد أن يسدل الليل ستائره تغرق القرية في ظلام حالك يصعب التنقل والسير بين أزقتها دون استعمال الإنارة اليدوية كما أن التهيئة غائبة تماما، ومنه نجد المواطن يدفع ثمن التخلف الذي تعاني منه المنطقة، من جهة ثانية وفي نفس الإطار تعالت أصوات بعض شباب القرية الذين التقت بهم آخر ساعة ، والذين قالوا « إننا في حاجة إلى عمل والى مرافق ترفيهية» حيث لم يجد الشباب وسيلة للترفيه عن أنفسهم سوى الجلوس في المقاهي أو الانتقال إلى الأحياء المجاورة وفي ذات الصدد أشار بعض السكان إلى حالة المسالك الداخلية للقرية التي تعاني إهتراء كبيرا بسبب غياب التهيئة والتي تتحول إلى برك مائية يصعب اجتيازها في كل مرة تتساقط فيها الأمطار ، وفعلا فكل من يزور المكان يلاحظ أن كل الطرق الداخلية ليست في الواقع إلا مسالك ترابية يصعب السير بها تتحول الى أوحال تزيد من الأمر تعقيدا ، وفي كل مرة يتوجه السكان بنداءاتهم وشكاويهم إلى السلطات المحلية يجدون هذه الأخيرة تكتفي بتقديم الوعود لهم التي لم تر النور إلى يومنا هذا، ولهذا يطالب السكان مجددا بضرورة تهيئة كل الطرقات الداخلية للقرية مع وضع مسالك لمياه الأمطار حتى لا تتسرب لداخل بيوتهم مع إيجاد حل عاجل لهاجس ندرة المياه الذي طالما أرقهم، حيث يغيب هذا المورد الحيوي عن حنفياتهم خلال فصل الصيف خاصة ولا يصل إلا نادرا،كما يعد مشكل المواصلات عبر الخطوط التي تربط الحي ببلدية سيدي عمار والحجار، وحتى غيرها من القرى الأخرى المجاورة ، المشكل الأكبر الذي يتخبط فيه السكان نظرا لما يواجهونه من صعوبات في سبيل الحصول على مقعد في إحدى وسائل النقل خاصة العمال الذين كثيرا ما يصلون متأخرين إلى أماكن عملهم، أما إذا أراد أحد السكان التنقل إلى البلديات الأخرى المجاورة، فيجد نفسه مضطرا إلى الذهاب باكرا للحصول على مقعد بمركبات النقل الجماعي، مما يبرهن الحالة المفروضة على سالكي هذه الخطوط، حيث أصبح من الصعب إيجاد حافلة تقلهم إلى الوجهة التي يريدونها مضيفين أن هذا النقص تزداد حدته أكثر في الفترة المسائية، ولعل هذا أحد أوجه المعاناة التي أثرت حتى على المستوى الدراسي لبعض التلاميذ الذين غالبا ما تكثر غيابا تهم، ومنه يطالب قاطنو الحي من السلطات المحلية تدعيم شبكة النقل بوسائل نقل أخرى بغية التخفيف ولو القليل من الكم الهائل من المعاناة وعليه فان القاطنين بالحي يناشدون السلطات الولائية بالتدخل وانتشالهم من المعاناة التي طال أمدها وإدراجهم ضمن مشاريع التهيئة .